الثقافي

إجماع بنجاح الطبعة الـ19 للصالون الدولي للكتاب

زوار.. دور نشر.. وإعلاميون يثنون على محافظة الصالون

 

  • الطلبة يصرخون غلاء الكتب ودور النشر تنفي ذلك 

 

اليوم، تكون الطبعة الـ19 للصالون الدولي للكتاب قد أسدلت ستائرها وغلقت ابوابها التي فتحتها لقرابة 10 ايام لزوارها وأدبائها الجزائريين والأجانب في اطار التبادل الثقافي والأدبي ومدا لجسور التواصل بين الاديب وجمهوره، ورغم النقائص التي عرفتها الطبعة ألا انها حضيت بالإجماع بالنجاح من طرف مختلف المشاركين من أدباء دور نشر، صحافة وزوار.

 

ولمعرفة آراء جمهور الطبعة الـ19 للصالون الدولي للكتاب تقربنا من بعضهم وكانت تصريحاتهم في ميكرون "الرائد" في مجملها مجمعة على نجاح الطبعة، ومختلفة حول الاسعار التي لم ترق للعديد من الطلبة في حين كان لدور النشر رأي اخر.

طالب ماجستير في دراسات النقد الأدبي: المعرض في المستوى لكن الاسعار غالية جدا ولا تتناسب مع القدرة الشرائية لجميع الشرائح الاجتماعية وخاصة فئة الطلبة، مضيفا في سياق اخر انه لاحظ اقبال كبير على الاجنحة التي تضم الكتاب الديني، قائلا بان هذا الامر لا يفرحه بتاتا، نظرا للكتب المتواجدة حاليا التي لا تقدم ولا تؤخر في شيئ على اعتبارها تقدم ماضي سحيق، وديننا هو كل يوم في شان ونحن نرى ام من يقبل اكثر على الاجنحة هم الفئة المتدينة اي الملتحية رغم ان التعريف الصحيح للمتدين هو الذي يطلع على كل ما يصدر في الساحة الثقافية سواء في العلوم او في الاداب او في السياسة للتمكن من موازنة الامور وفهم دينه وحياته بشكل افضل.

صاحب دار نشر العثمانية الجزائرية عثمان فليسي: المعرض عرف تحسنا كبيرا خلال السنوات الاخيرة من ناحية الاقبال والتنظيم، رغم وجود شريحة كبيرة تأتي بهدف التنزه والترفيه عن النفس، مضيفا بانه لاحظ ان الجزائري يميل اكثر لدور النشر الاجنبية والعربية، مبررا ذلك بان هذا الاخير يستغل فرصة وجود هذه الدور في المعرض لأنه لن يجدها بعده عكس دور النشر الجزائرية المتواجدة على ارض الوطن والتي تفتح ابوابها للزائر على مدار السنة، مشيرا بان هدف دور النشر الجزائرية من خلال المعرض الدولي للكتاب يرتكز اكثر حول التعريف بالكتاب اكثر منه للبيع، اما عن الاسعار فقال محدثنا انها نفس الاسعار التي يبيع بها خارج المعرض، مكذبا الادعاءات القائلة بغلاء الاسعار في المعرض، معقبا بان العديد ممن يدعون ذلك تجدهم يقبلون على اشياء اخرى كالاكل مثلا باسعار باهضة ويستخسرون ثمنا لا يقارن في اقتناء الكتاب النافع، وفي سياق اخر قال محدثنا بان دار العثمانية قد اختضنت العديد من حفلات بيع بالاهداء للعديد من الكتاب على غرار بلقاسم مصطفاوي، خالد نايلي، حسين مزالي، فتيحة الشرع، محمد صاولي، قائلا ان البيع بالاهداء يشهد اقبالا كبيرا من طرف الزوار ومحبي المؤلف الذين يسمعون عن الحدث عبر الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية، مجيبا حول سؤالنا عن الكتاب الاكثر مبيعا، قائلا كتاب "درء شبهات التكفير عند ابي محمد المقدسي والجماعات الاسلامية المسلحة" للمؤلف الامام ابي عبد الرحمان الاثري بن يخلف القرمزلي، الذي عرف اقبالا كبيرا من طرف الزوار وبيع منه قرابة 100 نسخة نظرا لمناداة الكتاب للابتعاد عن التكفيرين، كما قال عثمان فليسي بان الدار تطمح ايضا لادخال الكتاب إلى السجون وان يقراه كل ارهابي قابع في السجن بهدف التوبة.

صاحب دار نشر سورية: المعرض من ناحية التنظيم شهد قفزة نوعية مقارنة بالطبعات السابقة، مضيفا ان الصالون يعرف اقبالا كبيرا خاصة ايام العطل فيما تعرف دار نشره اقبالا متزايدا من طرف الشباب الجامعي بكثرة نظرا لتخصص الدار في الكتب الادارية والهندسية والنفسية، مسجلا ان الكتاب الاكثر مبيعا في جناحه تمثل في سلسلة "اصلاح السيارات" حيث نفذ منها قرابة 60 نسخة، كما اعرب عن امله في فتح المجال للبيع بالجملة في الطبعات القادمة للسماح للمكتبات الجزائرية بالشراء، وذلك مراعاة للقدرة الشرائية للطلبة التي لا تتعدى اقتناء كتابين فقط ونظرا لعدم توفر كتب دار النشر هته في السوق الجزائرية لأنها ممنوعة من الدخول إلا خلال فترة المعرض، كاشفا عن استعداده لفتح فرع لدار نشره بالجزائر فور وجود شريك جزائري مناسب.

زائر: صالون غني بالكتب الاجنبية والعربية، لكن الكتب المعروضة غالية الثمن، وليست في متناول الجميع، وتعليقا على مقولة "الشباب الجزائري لا يقرا"، قال متحدثنا بان الشباب لا يجد اين يقرأ مستطردا بان الواقع يقول بان لكل بلدية مكتبة لكن الموجود يجسد غياب كتب ومراجع عديدة تدفع بالقارئ إلى العزوف عن هذه المكاتب، مقترحا بذلك على الوزارة الوصية اقامة صالون خاص بالشباب يعرض فيه كل ما هم بحاجة اليه، كما اضاف ان الكتاب الشبه المدرسي هو السبب في تجميد المطالعة حيث اصبح حاجزا لدى الأطفال، في حين اعتبر ان الكتاب المدرسي ارقى واثرى من الكتاب الشبه مدرسي الذي يتهافت عليه الاولياء.

عارض بدار حراء التركية: الجزائريون متعطشون للأدب التركي، قائلا بأن الدار تشهد اقبالا كبيرا للزوار خاصة من الاكاديمين ومريدي الزوايا، اما عن الكتاب الاكثر مبيعا وإقبالا فرجح لنا العارض الجزائري سلسلة عبد الله غولن الصوفية المترجمة وهو مفكر تركي مقيم بأمريكا، وكذا كتب جديدة عن سليمان القانوني التي نفدت –حسبه-.

نائب الناشر هشام طيان من دار مرابط للنشر والتوزيع: الصالون الدولي للكتاب في طبعته ال19 محترف ويحاكي العالمية وهو ناجح بكل المقاييس، مضيفا بان ما ميز هذه الطبعة هو الكتاب الجزائري الذي يدافع عن نفسه بشراسة ضمن الكم الهائل للكتب العربية والأجنبية، اما عن الاقبال الذي عرفه الصالون والذي عرفته دار مرابط بالدرجة الاولى فقال هشام، بان الفئة الابرز كانت الشباب والجنس الحاضر بقوة كان الرجال، معلقا "الرجال يطالعون كثيرا" ومتمنيا في نفس الوقت ان يكون مزجا بين الجنسين الحاضرين خلال الطبعات القادمة، وفي سياق اخر قال هشام طيان ان دار مرابط هذه السنة دخلت الصالون بسلسلة المفكر الجزائري الكبير مالك بن نبي الذي اندثر فكره في السنوات الاخيرة وعرف اهمالا كبيرا من طرف الناشر والقارئ الجزائري معا، مشيرا إلى ان الدار المتخصصة في الكتب السياسية المحاكية للتاريخ، قد صبت اهتمامها هذه السنة بالتحديد على احياء فكر هذا العملاق الجزائري نظرا للاهتمام الذي يحظى به لدى دور النشر العربية والأجنبية والإهمال الذي يعرفه في بلده على الرغم من اننا احق واولى باحتضان وتبني فكره، وكنوع من التخليد لهذا الفكر المعاصر وهذا المفكر العظيم وفي اطار اعطاء كل ذي حق حقه وإعادة الاعتبار له، مضيفا هشام بان السلسلة قد بدأت بكتاب واحد، لاقى اقبالا كبيرا وهو الامر الذي دفعهم إلى مواصلة الطباعة والنشر إلى ان وصلت السلسلة 12 كتابا، والتي عرفت هذه الاخيرة اقبالا شديدا خلال فترة الصالون اظهرت بذلك التعطش الكبير لهذا الفكر، وخاصة من طرف الشباب باعتبار ان الشاب الجزائري مؤخرا قد وجد نفسه ذو ثقافة محدودة ومقيد بالكتاب المدرسي والجامعي وجاهلا للكثير من الامور الفكرية، السياسية والتاريخية لبلده.

استاذة جامعية مختصة في الفلسفة: من ناحية عدد الزوار فان المعرض يشهد اقبالا متزايدا سنة بعد سنة لكن الذي يعيبه الزوار الذين يرونه فرصة للتنزه والترفيه عن النفس وفرقعة اجتماعية وموضة لها بريق خاص، لكن عموما تلاشت لدي الاحكام المسبقة التي وضعتها في المواطن الجزائري الذي كنا نعتبره ليس بقارئ، من خلال التهافت الكبير الذي لامسناه من مختلف الشرائح العمرية على الكتاب، والذي عكس الاهتمام الكبير للجزائري بالكتب والقراءة، مشيرة إلى ان القراءة الاولية التي وضعتها للكتاب ليست بالقراءة الثانية لكنها لاحظت غياب الكتاب الانجليزي مع ان الولايات المتحدة الامريكية ضيفة للشرف لهذه الطبعة، اما بالمقارنة مع الطبعة السابقة فلم تلاحظ وجود الجديد خاصة في الجانب الفلسفي معيبة عن الدكاترة الجزائريين النقص الفادح في الكتاب الفلسفي الجزائري مقارنة بالدول العربية والاجنبية الاخرى، كما طالبت الاستاذة في سياق اخر بمراعاة الطلبة في الاسعار، حيث يحز في نفسها كأستاذة جامعية ان تجد هي الكتاب ولا يجده طلبتها.

صحفي وعارض بدار نشر لبنانية: الرواية هذه السنة عرفت اقبال كبير خصوصا من طرف الشباب الشابات، والطلبة الذين يعملون على مواصلة دراساتهم في الجانب الادبي والروائي، حيث نفذت تقريبا روايات الكاتب الجزائري واسيني الاعرج، والتراجم خاصة روايات البير كامو، ادوارد سعيد، وروايات الفيف شافاك التركية التي بيعت في ظرف قياسي، معلقا بان الرواية هذه السنة تحتل المرتبة الثانية بعد الكتاب الدراسي من ناحية المبيعات، مؤكدا من جهته انخفاض الاسعار الكبير مقارنة بالمكتبات ودور النشر خارج المعرض. 

طلبة جامعيون: اختلفت توجهاتهم بين رواية وكتب اكاديمية اجنبية لكن اجتمعوا حول طلب تخفيض الاسعار، معربين عن امالهم في ان تلتفت الوزارة المعنية في الطبعات القادمة وان تتخذ اجراءات خاصة لتمكين الطالب من اقتناء الكتب بأقل سعر من الشرائح الاخرى.

زوار من المتدينين: نستحسن الانتشار الكبير هذه السنة لكتب جمعية العلماء المسلمين كآثار الشيخ عبد الحميد بن باديس والشيخ البشير الابراهيمي، واحمد حماني، حيث لاحظنا اهتمام بارز من طرف الزوار نظرا لاسعارها التنافسية، معلقين بان هذا الامر هو بادرة خير باعتبار ان معرض الكتاب في طبعاته السابقة كان تقريبا خاليا من الكتب التاريخية الدينية التي تحفظ الهوية الجزائرية، مضيفين في نفس السياق انه لو يحظى الكتاب الديني في الجزائر ولو بالقليل بالاهتمام فإننا لن نسعى ابدا لاقتناء الكتاب السعودي او الخليجي ولن نحتاجه نظرا لما تزخر به الجزائر من قامات دينية وتاريخية عبر العصور، اما عن البيع بالكميات الكبيرة التي نلاحظها لدى المتدينين بكثرة فأرجعها هؤلاء لامرين هما اما التوجيه للبيع والاقتناء بهدف تجاري او بهدف خيري تطوعي لكي توضع في المساجد كأوقاف.

عارضين بجناح ضيف الشرف "الولايات المتحدة الامريكية": الطلبة يقبلون بقوة على الجناح خاصة الراغبين في الالتحاق لسفارة امريكا فيما يخص المكتبة التي فتحت ابوابها داخلها، او الراغبين في مواصلة الدراسات العليا بالولايات المتحدة الامريكية، ناهيك عن الفئات الاخرى التي تقبل بغرض تلقي دروس حول اللغة الانجليزية، اما بخصوص التنظيم فاثنى هذين العارضين على إدارة السيلا التي وفرت للعارضين تسهيلات كبيرة في العرض والامن، املين في ادخال الكتاب الرقمي إلى جانب الكتاب الورقي في الطبعات القادمة للصالون.

الصحفية جهيدة رمضاني من تلفزيون الشروق: استحسن مبادرة محافظة الصالون في استحداث جناح خاص للصحافة والقنوات السمعية البصرية وهي في طبيعة الحال خطوة لإعطاء كل ذي حق حقه، مضيفة بان الصحفة هذه السنة اضحت تستطيع تقديم بلاتوهات يومية مباشرة من المعرض يستطيع من خلالها الاعلامي محاورة اهم الاقلام والشخصيات الادبية المشاركة في الصالون، مضيفة بان المحافظة لم تتدخر جهدا في تنظيم الصالون وتوفير شروط العمل المريحة للصحافة والاعلام، فهذا الصالون ليس مزاد فقط لبيع الكتاب وانما مزاد ايضا لإشراك الاعلام في دعم الكتاب والجمهور ايضا للتعبير عن اراءه حول المعرض، اما من ناحية الاقبال تقول جهيدة رمضاني بان الصالون يطمح لان يبلغ عدد الزوار عدد الشهداء اي مليون ونصف مليون زائر وذلك في اطار الاحتفاء بالذكرى الستون للثورة التحريرية المجيدة، نظرا للظروف المتوفرة في الطبعة ال19 للصالون الدولي للكتاب.

ليلى عمران

من نفس القسم الثقافي