الثقافي

الوصاية الثقافية تتلقى صفعة شديدة في يوم تكريمات السيلا

غياب أسماء كبيرة كانت مدرجة على قائمة المشاركين

 

 

عرفت التكريمات التي احتضنتها الطبعة الـ19 للصالون الدولي للكتاب فضيحة من العيار الثقيل، نظرا لغياب عدد من المثقفين الذين ادرجت اسماؤهم على لائحة المشاركين على غرار الكاتب والشاعر عمر ازراج والروائي واسيني الاعرج الذين سجلا على قائمة المشاركين في الندوة التكريمية لشاعر الثورة الفلسطيني الراحل سميح القاسم.

وقال الشاعر والكاتب ازراج عمر في تصريح "للرائد"، بانه لم يكن ليحضر الندوة اصلا باعتباره مقاطعا لها ولصالون الكتاب وان اسمه ادرج ضمن قائمة المشاركين، استغلالا من وزارة الثقافة للأسماء المعروفة في القطاع الثقافي تغطية لعجزها، مضيفا بأنه كيف لوزارة ثقافة ان تكرم شاعر فلسطيني راحل كالشاعر سميح القاسم وتنسى فنانيها وممثلي الفن الجزائري في الخارج كالفنانة فلة عبابسة التي اطلقت مؤخرا شريطا مصورا لها تتسول الخبز فيه والأدباء، بالإضافة إلى الفنانين الجزائريين الذين يعيشون في بلادهم بلا مستقبل ولا حماية، هذا وعرفت الندوة ايضا غياب الروائي الجزائري واسيني الاعرج الذي حاولنا الاتصال به مرارا لكن دون جدوى، كما عرف يوم امس ست تكريمات اخرى خصصت للاحتفاء بعدد من المبدعين والمثقفين الذين رحلوا عن الساحة الثقافية مؤخرا، والذين تميزوا بالدفاع عن الشرعيات الثورية وعن حق الشعوب في تقرير مصيرها في جميع انحاء العالم عبر كتاباتهم وأعمالهم، وبرز من بين هؤلاء المكرمين صديق الثورة الجزائرية الكاتب والصحفي الفرنسي جان لويس هيرست، صاحب مؤلف "الفار من الجيش" الذي هو عبارة عن سيرة ذاتية عن تجربة هيرست في الفرار من الجيش الفرنسي خلال حرب الجزائر، حيث حضرت ابنته الندوة التكريمية وتحدثت عن مسيرة والدها الذي دخل ضمن مجموعة من يسمون بـ"حاملي الحقائب" آنذاك، ويذكر ان المناضل الفرنسي قد عاش في الجزائر لمدة وتوفي من اجل قضيتها في ماي الماضي، ودفن حسب وصيته في مقبرة المسيحيين بديار السعادة في الجزائر، كما كرم الكاتب الاسباني امانويل روبلس الذي ولد في الجزائر وعاش فيها فترة كبيرة، حيث برز نضاله من اجل الحرية في كتاباته التي صور فيها توق الشعوب للكرامة الانسانية والنضال المشترك ضد الاضطهاد، بالإضافة إلى الروائي العالمي الذي رحل عن العالم الثقافي في افريل الماضي، وهو الذي عمل طويلا كصحفي ذو قناعات سياسية مشبعة بالفكر اليساري التي سمحت له بالتقرب من تشي غيفارا وفيدال كاسترو، كما تلقى في 11 من ديسمبر عام 1960 ضربا مفرطا من طرف الشرطة الباريسية التي حسبته من الجزائريين، ناهيك عن رواياته واعماله الادبية التي لاقت صدا عالميا وفازت احداها بجائزة نوبل للآداب، فيما كرم جزائريا واحدا وهو شيخ المؤرخين الجزائريين ابو القاسم سعد الله الذي رحل عنا خلال ديسمبر من العام الماضي تاركا وراءه مسارا حافلا من الاعمال التاريخية التي تناول فيها مختلف الحضارات المتعاقبة في الجزائر عبر التاريخ وتأثيرها على الفكر الادبي في الجزائر.

ليلى. ع

من نفس القسم الثقافي