الثقافي

قصة الربيع العربي بالأمازيغية في مسرحية "الديناصور"

المسرح الأمازيغي يصنع الانفراد في مهرجان المسرح الدولي

 

 

سلطت المسرحية الأمازيغية "الديناصور" التي عرضت اول امس في اطار المهرجان الدولي للمسرح المقامة فعالياته بمدينة بجاية والذي عرف اختتامه امس، الضوء على ما عرفته الدول العربية في الاونة الاخيرة من فساد وظلم في ظل الانظمة الحاكمة الجائرة والتي نتج عنها ما يسمى بالربيع العربي واللاستقرار، حيث صنعت المسرحية بذلك الفرجة والمتعة للجمهور البجاوي.

وعلى مدى ساعة من الزمن غاصت مسرحية "الديناصور" المنتجة من طرف المسرح الجهوي لبجاية، في عمق تفاصيل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية وكذا السياسية التي تتخبط فيها أغلبية المجتمعات بداية من بطش السلطة الحاكمة نزولا إلى الطمع الذي يطغى على بعض الفئات من المجتمع، وتجسد فحوى هذه الأخيرة التي عرضت امس بالمسرح الجهوي ببجاية عبد المالك بوقرموح في اطار فعاليات المهرجان الدولي للمسرح، في قصة تدور أحداثها عن مملكة يحكمها ديناصور ظالم وقاهر لكل حقوق شعبه، في حين يتمتع هو بحياة هنيئة في قصره الضخم والخدم يحيط به ويسهر على راحته ليلا ونهارا، وبالمقابل استولى على كل الخيرات والمكاسب عشيرته وعليه بدأت الشكاوي تصل إليه واحة تلوى الأخرى تخص مطالب العمل والسكن وغيرها من النقائص التي يعاني منها شعبه، لكن رغم ذلك لم يهز له بدن وتغاضى عن كل ما يحصل من أحداث، مما أدى إلى انتفاضة شعبية أدت إلى إسقاط النظام، وجاءت مسرحية "الديناصور" في قالب فكاهي مرح قريب إلى النفوس خاصة لاستعمالها للهجة المحلية ما زاد من الجمالية التعبيرية، كما تم توظيف سينوغرافيا دقيقة وفي نفس الوقت بسيطة يظهر ذلك جليا في الإضاءة والديكور، كما استعمل المخرج رمز الحزب النازي الذي كان يميز القائد الدكتاتوري والزعيم السياسى الألماني أدولف هتلر للدلالة على مدى القوة والتسلط التي يتمتع عنه ذلك الديناصور في المسرحية، أما الخلفية فكان يطغها عليها اللون الأسود الذي يرمز إلى الظلم والفساد، وأدى تفاصيل المسرحية كل من الفنانين سامي لبيلة، سفيان بكموش سعيد سعد وبوريبة نسيمة في حين كانت المسرحية من نص وإخراج بشير لعلالي. المسرحية هذه المرة كانت من الإنتاج المحلي للمدينة المستضيفة لضيوف المهرجان الدولي للمسرح المحترف، مما جعل الجمهور ينفرد بسهرة مثالية قمة في المتعة والضحك المطول خصوصا تميزها بالهجة الامازيغية. 

ليلى. ع

من نفس القسم الثقافي