الثقافي
تقديم العرض الشرفي لمسرحية "لي بو... توك" بالمسرح الوطني الجزائري
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 15 أكتوبر 2014
قدمت الجمعية الثقافية لمسرح الغد لبراقي أمسية اول امس بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي بالجزائر العاصمة، العرض الشرفي لمسرحية "لي بو...توك" والذي يعد عملا مسرحيا كاريكاتوريا ناقد بطريقة هزلية انتهازية أشخاص تسعى بشتى الطرق إلى اعتلاء مناصب سياسية. ويقدم المخرج، حفيظ آيت الحاج، في هذه المسرحية التي اقتبس نصها قوادري هباز عبد الرزاق عن نص "لست أنت جارا" للكاتب التركي عزيز نسين، اسقاطات عن حقائق تاريخية يتم فيها تزييف الحق لاعلاء الباطل وتمجيد الجبان ليقدس كبطل من أجل استخدامه كمطية للوصول إلى مبتغى غرائز أشخاص تطمح إلى بلوغ مراتب سياسية عليا ولو على حساب الصداقة، وتدور أحداث المسرحية -التي استغرقت ساعة من الزمن- في مدينة خيالية لقبت ب"برج بوشار" ترسو على إحدى شواطئها سفينة على متنها قرصانين أحدهما يدعى بوساتورة (حميد بوفلاح) والآخر بوجعدي (محمد سروري لزرق) يمثلون شخوص المسرحية. ويجسد كلا الممثلين شخصيتين انتهازيتين تدعيان أنهما كافحا خلال الحرب وبترت لأحدهما ساقه والآخر يده وظلا يستغلان شهرة صديقهم "بونار" (ندير لوناوسي) الذي ظنا أنه استشهد خلال الحرب ليصنعا له تمثالا قصد تمجيد بطولاته وتحقيق مآربهم اذ عينا في مناصب مهمة في البلدية، وتتسارع الأحداث في قالب هزلي ليظهر فجأة "بونار" الذي يعود إلى وطنه حاملا في جعبته حقائق مزعجة تشكل خطرا على بقاء صديقيه في منصبهما، وتزداد القصة تأزما عندما يفصح "بونار" على انه لم يكن مقاوما شرسا وانما جبانا فارا من زوجته ليستسلم للموت غير انه لم يصبه في تلك المعركة التي شارك فيها لتصبح بعدها فكرة وجود "بونار" في البلدة مستحيلة تصل إلى حد نكرانه ووصفه بأنه شخصية مزيفة وتبقى الشخصيات الثلاثة في رحلة بحث عن حقيقة تاريخية يكتنفها الغموض، واستعان المخرج بالكثير من الرموز في عمله المسرحي حيث عمد على أن ترتدي الشخصيتين الانتهازيتين لباس القراصنة مفسرا ذلك في تصريح للصحافة على أنه "يدل على "المكر والخداع والتزييف، أما عن عنوان المسرحية ففسر حفيظ آيت الحاج ذلك إلى أن "بو" تعود نسبة إلى الشخصيات المسرحية الثلاث التي تحمل نفس الحرف الأول" اما "توك" فهي نسبة إلى "كلمة أجنبية تعني "التزييف وكذا اختلالات عقلية"، وجاء التصميم الفني وكذا تنفيذ العناصر المشهدية "محدودا "-حسب مختصين- كما جاء الديكور جد بسيط خاليا من الموسيقى مع توظيف إضاءة خافتة، واعتمد المخرج على اللغة العامية في عمله المسرحي وهو الأمر الذي جذب انتباه الجمهور الذي استحسن المسرحية ولو كانت فيه نوع من المبالغة في الآداء وبعض الحوارات المطولة التي نزعت أحيانا عنصر التشويق حسب آراء البعض منهم-. أنشأت الجمعية الثقافية لمسرح الغد لبراقي في سنة 2006 وقامت بتقديم العديد من العروض المسرحية في الجزائر وخارجها حيث شاركت مؤخرا في المهرجان العربي لمسرح القاهرة.
ل. ع/وكالات