الثقافي

رحيل الشاعر السوداني محمد عثمان عبد الرحيم

عن عمر ناهز مائة عام

 

رحل الشاعر السوداني محمد عثمان عبد الرحيم عن مائة عام بمدينة رفاعة بالسودان، ويعتبر من الأوائل الذين أسهموا في تأسيس مؤتمر الخريجين عام 1938م، والذي أطلق فكرته الشاعر والسياسي الراحل أحمد خير، ولقد تم تشييع الشاعر امس الاول في مدينة رفاعة بحشد جماهيري كبير، شارك فيه مسؤولون من حكومة ولاية الجزيرة. ويعتبر الراحل من الاوائل الذين قادوا مؤتمر الخريجين للنضال ضد المستعمر البريطاني مطالبا بالاستقلال ومتأسيا بتجربة المؤتمر الوطني الهندي ودعوة السلم التي أطلقها المهاتما غاندي، كما شارك الشاعر الراحل في تأسيس فرع مؤتمر الخريجين بمدينة عطبرة شمال السودان حيث كان يعمل بالسكة الحديدية، ولعب دورا كبيرا في التعريف بالشعر السوداني عبر النشر في دوريات مصرية ولبنانية في ثلاثينيات وأربعينيات القرن المنصرم، كما قام بتقديم ديوانه الأول "رياض الأدب" الشاعر الراحل المصري الدكتور إبراهيم ناجي عام 1947م في خطوة عدها كثير من معاصريه تكريما للشاعر والذي عاش أغلب فترات عمره بأقاليم السودان المختلفة بعيدا عن العاصمة الخرطوم، واستقر منذ أن نال المعاش في الستينيات بمدينة رفاعة ولم يغادرها حتى رحيله، وكان منزله باحة للعلم والأدب والمعرفة حتى وفاته، ولقد امتاز بذاكرة قوية وفكر ثاقب رغم تقدمه في العمر، وتميز الراحل بشاعرية كبيرة وحافظ على تقليد القصيدة العربية القديمة ولم يخرج عنها، وتميزت قصائده بلونية تابعت نضالات الأمة العربية في المشرق والمغرب، كما دونت كثيرا من التواريخ العربية الحديثة، وشكلت قضية فلسطين قضيته الشعرية المركزية، إذ إن أغلب قصائده تغنت بأمجاد أبناء فلسطين منذ أربعينات القرن المنصرم ونادى بالوحدة العربية الشاملة، في قصيدته "نداء للوحدة العربية".

وكالات

 

 

من نفس القسم الثقافي