الثقافي

يَـا حَــرْفُ قـُـمْ

 

يـا حـرفُ قـمْ بـيـن الـورَى مُستـنـصِـرا 

آذان خـيــرٍ قــد تـُجـيــب مُـغـَـرْغِـــــرا 

يـا لـَلـْمـعـلـّم مِــن سـفــــاهـَــة قــومـِـــه 

يُـسـقـى كــؤوسـاً للـجـبــاه مُـصـعِّــــرة 

إن عـاد غـيـرُه بالمغـانـم فـي الضُّـحـى 

فـهُـوَ الـمُـغــادر فـي الأصيـل مُـعــفـَّـرَا 

فـالـنـّـاس يـَرْعَـوْن الكـواكـبَ قــُربـَـــة 

حـتىّ يـُجـازَوْا بـالـرّضــا والـمـغـفـــرة 

أمـّـــا فهــُـــوْ إن أغـْفـَلـتــْـهُ بـطـاقـــــة 

باتَ اللـّيالي يَحـسُـو حِـبـْــرًا أحْمَــــــرا

وإذا يــلــوح الصّـبــحُ يـجــري لاهـثـــاً 

كـي لا يــلاقـيــه الـرّقـيـــبُ مُـكــشــِّـرا 

وإذا اسـتـُـفـِـزّ.. وشــط ّعـنــه صـبـــرُه 

فـكـَريـكـتـورٌ في الصِّحافِ ومَسْـخـَـرَة 

هــذي الـتــّقـاريــر ارْتــَوَتْ أخـتـامُهــا 

لا بــــــدّ أن يـُقـتــــاد ثــُــمّ يــُعـَـــــزّرا 

وإذا تـــفــانـى وانـْحَـنـَــتْ أضـلاعُـــهُ 

يـُهـــدى جـــوازَ رَحـيـلـه لـلـمـقـبـــرة 

وهـوَ الـّذي أحـيـا العـقــولَ مُـضحّـيــًا 

بـالـعـيـن والأعـصاب قـبـل الحـنجـرة 

يـا لـَلـمـعــلـّـم.. مـن يــفـُــكّ عـقــالـــه 

فـالكـلّ أشـهـَــرَ سـيـفـُـه كــي يَـنـحـَـرَهْ 

يا ليـت شعري.. أيـن رشـدُ خصيـمِهِ ؟

كـيــف الـتـّـنـكـّـرُ لـلـّذي قــد شـمَّــرا ؟

لـــولاهُ مـا ألــقـى الـقـصـيـدة شـاعــــرٌ 

أو هــــزّ صـوتٌ للخـطـيــب المِـنـبــرَا 

لـــولاه مــا داوى الـطـّبـيــــبُ عِــلـّــة 

أو صـار مَــن نـــال الـقـِـيــاد مُـــؤزّرا 

يـا حـرفُ قـُم.. حَـيّ المعـلـّم.. عـيـدُهُ 

يـــومٌ أغــــرُّ ولـو يــمـــرُّ مُـصـغـَّـــرا 

يـا حرفُ قـُمْ.. واهتِفْ بصوتٍ راعدٍ: 

"عـاش المُعـلـّم في عُـروشـه أكـْبـرَا.."


بقلم : الطيب كرفاح

من نفس القسم الثقافي