الثقافي
ترشيح روايتين جزائريتين لجائزة لاغاردير بباريس
"الجزائر، الصرخة" و"شال زينت"
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 26 سبتمبر 2014
يعتقد نقاد جزائريون أن حضور الرواية الجزائرية في عمق الفضاء الفرنكفوني بترشيح روايتين للفوز بجائزة الأدب العربي التي يمنحها معهد العالم العربي ومؤسسة جان لوك لاغاردير بباريس، دليل على القيمة الأدبية للرواية الجزائرية المكتوبة بالفرنسية.
وكانت لجنة قراءة الجائزة المكونة من أدباء ومثقفين عرب وفرنسيين أعلنت مطلع جويلية الماضي عن القائمة الطويلة للجائزة، التي ضمت 17 رواية منها ثلاث روايات جزائرية نشرت في الجزائر العاصمة، وهي "الجزائر، الصرخة" لسمير تومي عن دار برزخ، و"جوال أو خيمياء السعادة" لعبد القادر بن عطية عن دار القصبة، و"شال زينت" لليلى حموتا عن دار القصبة، في حين اختارت اللجنة روايتين فقط ضمن القائمة القصيرة التي تم الإعلان عنها خلال هذا الشهر وتضم ستة عناوين، إذ تم إسقاط رواية "شال زينت" من الترشح للفوز بالجائزة، وعبّر الروائي سمير تومي عن سعادته البالغة بترشيح روايته، خاصة وأنها أول عمل روائي له، لذلك يعتبر هذا الترشح دعما معنويا كبيرا يدفعه للعمل أكثر مستقبلا، والجميل في العملين المرشحين للجائزة -حسب تومي- هو أن صاحبيهما يقيمان في بيئتين مختلفتين، فهو يقيم بالجزائر العاصمة، في حين يقيم بن عطية في باريس، لكن الأهم بالنسبة له أن روايته نشرت في الجزائر، وهو ما يقدم برأيه إضافة لقيمة الرواية الجزائري.
تومي: ترشيحي هو تتويج للرواية الجزائرية الصادرة بالفرنسية
سيرة ذاتية
وبخصوص عمل سمير تومي، فقد بنى نصه السردي على أساس سيرته الذاتية ويروي من خلاله تفاصيل وأسرار المدينة التي احتضنته وترعرع فيها وما آلت إليه بعد ردح من الزمن، لذلك جاء نصه كنداء استغاثة وتعبيرا عن انزعاج للحال التي وصلت إليها مدينته، لكنه رغم ذلك يحتفظ بمشاعر الود والحب التي تربطه بهذا المحيط الذي احتواه ولا يمكن أن ينفصل عنه بما يمثله له كمرجعية اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية، وأثار إعلان العناوين المرشحة عدة تساؤلات تتعلق بالمعايير الأدبية التي اعتمدتها اللجنة لتمحيص الأعمال المرشحة، خاصة وأن عدد الروايات ضمن القائمة الطويلة بلغ 17 رواية، وهو ما اعتبره البعض مؤثرا في مصداقية جائزة جديدة تسعى إلى فرض نفسها أدبيا
وفي هذا الإطار، يؤكد تومي عدم معرفته بالمعايير المعتمدة من طرف اللجنة، لكنه أوضح أنه علم بترشيح روايته عن طريق الإنترنت فقط، ولجنة الجائزة لم تتصل به إلا بعد أن تم اختيار روايته ضمن القائمة القصيرة
مطاوي: الإبداعات الجزائرية لا تلقى التكريم إلا في الخارج
احتفاء في الخارج
من جانبه، عبر رئيس تحرير يومية "الوطن" الناطقة بالفرنسية فيصل مطاوي عن أسفه لكون الرواية الجزائرية يحتفى بها دائما في الخارج فقط في حين يبقى الكتاب الأدبي في الجزائر مهمشا، وفي الوقت الذي عبر فيه عن أمنيته في تأسيس جائزة سنوية بالجزائر يسهر عليها نقاد وروائيون، إلا أنه أكد أن اهتمام معهد العالم العربي بتكريم الرواية الجزائرية أمر جيد ومحبذ، لكنه بالمقابل تساءل عن ظروف اختيار الروايات وعن المعايير الأدبية التي اعتمدتها في ترشيحها حتى تكون للجائزة مصداقية، لأن هناك بعض الأسماء المهمة برأيه سقطت من القائمة القصيرة ولم ترشح رغم قيمتها الأدبية والفنية والجمالية العالية، لكن ترشيح أسماء جزائرية يبقى في تقديره أمرا يشرف الرواية الجزائرية، وبالمقابل، أكد أستاذ تحليل الخطاب والآداب العالمية بجامعة سطيف اليامين بن تومي أن الرواية الجزائرية قطعت فترة حرجة فنيا وجماليا إبان المرحلة الأمنية، حيث لم يكن في مقدورها الخروج عن تيمة أدب المحنة، ولكن نظرا للمراجعات الكبرى التي حصلت على المستوى التقني للكتابة وجمالياتها، استطاعت وباللسانين العربي والفرنسي أن تقدم نفسها وتُبرز إمكانياتها السردية القوية، وهذا أهَّلَها لأن تقتنص الجوائز، يذكر أن قيمة الجائزة تقدر بعشرة آلاف يورو، وسيعلن عن الفائز في نهاية العام الجاري.
ن.ع / وكالات