الثقافي
حكاية شعب يموت في المتوسط
ابنُ نوفمبر والحوت والموج
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 20 سبتمبر 2014
خبئ موتك يا شعبي
ففي البحر رائحة ناَبولي
ونورسٌ سويسري ٌبلون الثّلج
وعرقٌ مفقود في تراب الجمهورية
انـــَـــــــــا الهارب من وطني
من ركب الموج قهرا
وصاحبْتُ الحوت
منَحتُهُمْ نصيبي من الوطن
واشتريتُ قاربا قديما
رمَّمْته بدموع امٍ
بَكَت حرقا بغير دمع
وصاحبْتُ ربَّان الفقر في حيّنا
سرَقت مفاتيح الخرائط
وقلما ، ونبيذا
ولمْلمْت الأَمل الباقي
في كيس بلون القادم
حدثتُ طفلا وشابا في الحي
ايها الباقون لكم الأَسماء
و الهواء... وبعض الايام
سيظل القمر يطل هنا
والشمس تشرق مجانا
والانتخابُ مجانا
ومداخل السجون
ببساطها الأَحْمر
انا راحل
فلا تبكيني.. تراب ابي
####
نشقى قربكم ولا تحنُّون
نموت في البحر ولا ترتبكون
نُدْفنُ في القَرَارة
تتقاسم أشلاؤنا حيتان الازرق
ويتقاسم أسودنا حيتان الكراسي
فرساناً للصّبر كنا
نسكُن الهوامش
طغاة الموت صرنا
نَركَب الموت الأَزرق
نحلم بهواء
انقى من احزابكم
ودساتير أصدق من رهطكم
وشهادة لانسانيتنا
####
ايُّها الباقون فوق التراب
قد طردونا... وقالوا فاشلون
لكم الوطن يا سَادة ذئاب القَوم
وسوادُ الحُفر
ولنا بياض الكَفَن...
ان رمَانًا البحر
فادفنونا في ترابكم
فقد نصبح يوما نفطَا
أسودًا نباع بالدولار
فتشترون بنا نبيذا
تشربونه رفقة الاخيار
يا سادة اهل التراب لكم الوطن
ولنا رب الوطن
.... الحراق يحكي...
بقلم: الربيع مباركي