الثقافي

كان لي أب ووطن

رحل الأب لفردوسه عند رب الفردوس
وارتسمت ذكراه في سماء العمر قمرا
نَقَش في روحي ضمير الأجداد
وعِشق التراب... والهَوَس بالبلاد
كان يمسك يدي ويهوم بي في الوطن
هذي بلادك يا ولدي، فخرك، شرفك
يا ولدي اذكر قوافل الشهداء راحلة
لك وطن حير التاريخ حربا وسِلما
ارفع الهامات يا ابن عرش الشهداء عاليا
واذكر للغد انك ابن وطن الأوطان
يا ولدي خيرات التراب لك مباحة.. فخذ منها النصيب
واترك لأحفادي بعض البَياض.. وبعض السَّواد
اركب سفن العلم وسافر في زمنك
اعبد ربك وابني مسجدا.. 
رتِّل في التاريخ صفحة.. بأقلام الصّدق
و أقرا ما كتب عمك وجدك.. والراحلون من العرش
كن في العروبة وطنا للعرب
اجمع أشلاءك.. وان نَتنت فهي لك
واضرب عدو عروبتك.. وتكتل
يا أبتي ليرحمك ربي في فردوسه
يا أبتي سرقوا منا الوطن
يا شيخا صافيا كما النقاء.. 
قد كتبوا التاريخ كما لم تُعلمني
نكَّسوا العلم هناك وحتى هنا
أيا أب الرجولة في زمنك قد طأطأ الوطن الرأس
تفرق العرش وسكنوا مدن الذل والعار
وطن الأوطان عنهم قد هان
خيرات ترابك يا أبتي مسروقة، مسلوبة
نهبوها ومعها كل النصيب
فلا أنا ولا الأحفاد لهم فيها رغيف
رحلوا بالأسود.. 
باعوه في ملاهي الكفار أو شربوه سُكْرا
سفن العلم قد غرقت قبالة شواطئ -الرُّومي -
واكتشفْتُ أني لم ابرح زماني ولا مكاني
يا شيخا بلون العمر بيوت الله صارت مراقد
ونسينا عروبتنا إلا في كرة تنط في العالم
فكنا أسطورة الزمن الجميل لهوا
سامحني يا رحمة الله عليك
الوطن مني مسروق
ولا احمل في كفي إلا كل العجز
وبعض القهر، والفقر، 
.. ليرحمك ربي يا أبتي
ولك بعض أنا وشيء من القادم يا وطني
شعر: الربيع مباركي 

من نفس القسم الثقافي