الثقافي
نسخة براي لآخر رسالة للشهيدة حسية بن بوعلي
عرضت في مهرجان "القراءة في احتفال" بتيزي وزو
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 08 سبتمبر 2014
عرض ضمن فعاليات مهرجان "القراءة في احتفال" المقامة في ولاية تيزي وزو هذه الايام، نسخة براي لآخر رسالة كتبتها الشهيدة حسيبة بن بوعلي لوالديها ذات 15 سبتمبر 1957 قامت بنسخها دار نشر متواجدة بالجزائر العاصمة.
وعرض هذا العمل منذ أمس لصاحبه أمالو عبد الرحمن شاعر وملحن ومدير نشر هذه الدار في إطار مهرجان "القراءة في احتفال" المقام على مستوى دار الثقافة لتيزي وزو إلى غاية الـ20 من الشهر الجاري، وقال أمالو أننا نود من خلال هذا العمل المتواضع تعريف فاقدي البصر المهتمين بتاريخ الثورة التحريرية بالبطلة الجزائرية حسيبة بن بوعلي ووضع تحت تصرفهم هذا العمل، وفي هذه الرسالة التي كتبتها الشهيدة باللغة الفرنسية منذ 57 سنة و23 يوما قبل استشهادها في 08 أكتوبر 1957، تحدث حسيبة بن بوعلي إلى والديها بأسلوب بسيط ومليئ بالحنان لإعلامهم بقرارها المتمثل في الإلتحاق بالثورة التحريرية المظفرة بقولها : " إن الأمر فظيع عندما نكون بعيدين عن الأسرة تعلمون أنني من المبحوثين عنهم بكثرة بالجزائر العاصمة يعني أنه لا يمكنني أبدا أن أفعل شيء فإذن قررت أنه من واجبي الإلتحاق بالجبال حيث سأكون ممرضة أو حتى إذا اقتضى الأمر أن أحمل السلاح وهذا ما أتمناه من قلبي"، وتزامنت هذه الرسالة والدخول المدرسي لسنة 1957 حيث كتبت حسيبة تقول في مقدمتها :"لا تقلقوا بشأني بتاتا بل يجب التفكير بالأطفال الذين سيلتحقون بعدي بالمدرسة والذين آمل أن يعملوا بشكل جيد، إذا مت لا تبكوا عليا.. سأموت سعيدة مكنني أن أؤكد لكم ذلك"، وولدت الشهيدة حسيبة بن بوعلي الملقبة ب"أصغر مجاهدة في القصبة" في 18 يونيو 1938 بالشلف كان عمرها 09 سنوات عندما استقر والداها بالجزائر العاصمة حيث واصلت دراستها الثانوية وعندما وصلت سن 16 التحقت بالاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين، وبالموازاة مع دراستها كانت حسيبة نشطة في جمعية خيرية "كأس من الحليب" حيث أيقنت من حالة البؤس التي كان يعانيها المواطنون واشتغلت بمستشفى باشا حيث تلقت دروسا في الإسعاف ما مكنها من الحصول على بعض المواد المستعملة في صنع القنابل، وانضمت بعدها مع مجموعة من الشباب الجامعيين على غرار الشهيد طالب عبد الرحمن والدكتور دانيال تيمسيت لشبكة القنابل لياسف سعدي حيث كانت مسؤولة على تموين المخبر ونقل ووضع القنابل بفضل مظهرها البدني، وقد اكتشف أمر شبكة تفجير القنابل هذه لتختبئ حسبية تحت الأرض بدار بالقصبة بالجزائر العاصمة وتسقط شهيدة في 08 أكتوبر 1957 برفقة الشهيد علي عمار المعروف ب"علي لابوانت" وياسف عمار المعروف "عمار الصغير" وحميد بوحميدي بعد أن فجرت قوات الاستعمار الفرنسي المكان بعد رفض هؤلاء الاستسلام، ويذكر أن الشاعر والملحن أمالو عبد الرحمن المنحدر من منطقة أزفون له عدة مساهمات أخرى بالبراي لوثائق تاريخية على غرار النشيد الوطني وإعلان الفاتح نوفمبر والسيرة الذاتية للشهداء ديدوش مراد وعباس لغرور والعربي بن بلقاسم وتبسي وغيرهم.
ليلى. ع