الثقافي

الكلمة الثالثة.. التاريخ يعيد نفسه

في العرض الأول على ركح بشطارزي

 

في ديكور كلاسيكي بسيط يعود إلى ما قبل القرن 18، اختار المخرج الشاب عيسى جقاطي تجسيد نص اليخاندرو كاسونا ركحيا، بلغة عربية كلاسيكية توحي للمتفرج بأنه امام احدى المسلسلات المكسيكية، هذا الخيار برره المخرج بكونه محافظا على نهجه بالاعتماد على المسرح الكلاسيكي بنصوص اصلية بعيدا عن الاقتباس.

قصة صراع عائلي حول طفل يتيم الابوين، يتم من ام فرت مع عشيقها وأب اختار لابنه عيشة الحيوانات حتى يبعده عن كل ماديات المجتمع.

الشاب الصغير بابلو البالغ من العمر اربعة وعشرون ربيعا، يعيش حياة الغاب بين تربية الحيوانات الاليفة والصيد، كانت حياته عادية إلى حين ظهور معلمة احضرتها عمتاه، بهدف اخراجه من القوقعة السوداء التي يتخبط فيها، ومحاولة دمجه مع المجتمع.

المعلمة الشابة الجميلة استطاعت ولو بصعوبة التوغل في نفسية بابلو وكسب وده لدرجة تغيره بنسبة كبيرة وقبوله الخوض في غمار الحياة الاساسية بصورة خاصة اصبح يعي معنى شعور الحب، ذلك الحب العذري الذي جمعه مع معلمته.

في الطرف الاخر يقف صراع عائلي حاد حول ممتلكات واموال بابلو الذي تركها له والده، عمتاه من جهة تحاولان ايقاظ روح الفطنة عنده حتى لايتم استغلال سذاجته والاستحواذ على ثروته من طرف خاله وابنه المحامي الذي يتلاعب في كل مرة بالوثائق الخاصة لممتلكات بابلو، هذا المحامي يتبين انه كان على علاقة مع المعلمة التي هي في نفس الوقت حبيبة بابلو.

الحقيقة المغيبة في حياة بابلو كون والدته قد فرت مع عشيقها، والحلقة المفقودة في هذه السلسلة التاريخية، حقائق تظهر حين تقرر احدى عماته منحه صندوق ذكريات امه ليكتشف هذا الاخير الحقيقة المرة والرواية المزيفة حول وفاة امه، توالت الصدمات عليه خاصة حين ادرك العلاقة التي كانت تربط المرأة التي احبها مع ابن خاله المحامي في صورة توحي بان التاريخ يتكرر بحيث ان نفس القصة التي عاشها والده تكررت معه غير ان المفارقة الوحيدة تتمثل في خيار بابلو بالبقاء مع حبيبته "مارغا" الحاملة منه بصبي ويقرر اخذ فتاته والفرار من المتغيرات المادية للمجتمع.

فيصل شيباني

من نفس القسم الثقافي