الثقافي

مجلة "دبي الثقافية" تحتفي بالكاتب الجزائري الطاهر وطار

بـ" الجاحظية بيتنا .. الطاهر وطار نضال في كل الاتجاهات" للكاتب الجزائري حسين طلبي

"الجاحظية بيتنا.. الطاهر وطار نضال في كل الاتجاهات" هو عنوان كتاب مجلة "دبي الثقافية" في عددها الأخير، للكاتب الجزائري المقيم في الإمارات محمد حسين طلبي الذي يسعى للتعريف بالمبدع الجزائري الطاهر وطار من خلال معايشته ومواقفه ودوره في " الجاحظية " التي أسسها عام 1989 لتكون مأوى للأدباء والصحافيين والمهمشين ومحاولة تثقيف السياسة التي أفسدت المجتمع .

ويؤكد طلبي أن وطار لم ينسج شهرته من مواقفه الايديولوجية والسياسية وأنشطته الثقافية فحسب، ولكنه نسجها بالأساس من قدرته على تحقيق المعادلة الصعبة، معادلة الفن والأيديولوجيا، فقد عبر عن طروحاته الأيديولوجية بأساليب فنية متميزة، وهو ما لم يستطع تحقيقه إلا نخبة من الكتاب والشعراء العالميين أمثال : نيرودا، وبريخت، وماياكوفسكي، وعزيز نيسن، وحنا مينة، وغائب طعمة فرمان، ومنذ ظهور روايتي : " اللاز " و" الزلزال " بدأ النقاد في الجزائر والمشرق ينظرون بجدية أكثر إلى عناصر التفوق والتفرد التي طبعت أعمال الطاهر وطار فيما بعد، ومن يومها بدأت الرواية الجزائرية تثير الإعجاب. ولأول مرة في بداية سبعينيات القرن الماضي أمكن للجزائريين أن يتحدثوا عن رواية متكاملة باللغة العربية، فراحوا يقتربون منها في السنوات التالية بعد أن كانوا مجبرين على مخاطبة المستعمر الفرنسي بلغته التي يفهمها بالإضافة إلى لغة السلاح، وعندما لجأ إلى كتابة الرواية باللغة العربية لم يعتبر ذلك مجرد سلاح وطني في معركة الجزائر المستقلة بل اعتبره أهم وسيلة حديثة لدعم مواقفه النضالية التي تمثلت في الانحياز للبسطاء وللقضية الوطنية التي كانت هاجسه الدائم، وكان مدافعا عن روح الثورة، وعن القيم التي قامت عليها ومن بينها وحدة الوطن تحت راية الثقافة العربية الجامعة ولم يكن لديه مجال لاي تساهل أو مساومة وخاض معارك طاحنة حتى مع أقرب المقربين إليه، كما انتقد وطار الساسة الذين كانوا – برأيه – السبب الرئيس في إفشال أي مشروع حضاري للأمة فهم بكل مشاريعهم لم ينجحوا في الاستثمار في الإنسان القادر على استلهام القيم العقلانية وقيم الحرية، وكان يرى ضرورة عزل الثقافي عن السياسي وأن يكون هناك كذلك فاصل بين ثقافة السلطة والمجتمع المدني.ويرى طلبي أن وطار قد أسس أدب سجالي تراكم على مدى نصف قرن اعتبر في مجمله رسالة إلى الإنسان البسيط بلغة بسيطة مرنة مطعمة بالكثير من النوادر والأمثلة الشعبية المتوارثة حتى تبقيه قريباً من أصالته وعمقه الحضاري، ويختم طلبي تقديم الطاهر وطار لنفسه ولتقنيات الكتابة عنده بقوله : " أما أدبياَ فأنا يمكن أن ادخل ضمن نسق معين، أنا هاوٍ وأعتبر نفسي أحمل سراً لا أقول ربانياً . إن اصالتي هي كل ما أملك وقد اخترت منذ أن بدأت الكتابة أن أكون وفياً لنفسي وأن أتطور من داخلي . أنا أقرا كثيراً في كل شيء وعندما أشعر بأنني سأقع ضحية ضجة ما أهرب منها خوفاً من أن أصير أسيراً لها، ولهذا فأنا لا أتأثر بالمدارس التي يلهث خلفها زملائي الروائيون، إني أكتب بالسليقة، فأنا تخرجت من مدارس كلاسيكية دينية واكتشفت الحداثة مبكراً، وبنيت نفسي بنفسي.

ليلى. ع

من نفس القسم الثقافي