الثقافي

مبادرة جزائرية لبناء "جدار كتب" في غزة

أطلقتها نقابة الناشرين ودعمها المثقفون

 

أطلقت نقابة الناشرين الجزائريين مبادرة "كتاب ضد العدوان" دعما لمكتبات غزة التي هدمها القصف الإسرائيلي. تعقبها مبادرة أخرى بإصدار "ديوان شعر إلى غزة " يساهم فيه جميع شعراء الجزائر، يقدم ريعه إلى غزة.

وأوضح رئيس نقابة الناشرين الجزائريين أحمد ماضي أن المبادرة موجهة لكل من له علاقة بصناعة الكتاب والجامعات ومراكز الأبحاث، وجميع الجزائريين، مضيفا أن اختيار الكتاب كان لمواجهة همجية إسرائيل التي تدعي التحضر والعلم، فالمتحضر لا يقتل الأطفال والنساء، وقال ماضي: "سوف نبني جدارا من الكتب في غزة، ولا نستبعد أن تقصفه إسرائيل، ونتمنى أن تقدم على ذلك ليرى العالم تحضر إسرائيل وهي تحرق الكتب، موجها بذلك نداءا بانهم يحتاجون إلى جميع أنواع الكتب شريطة أن تكون جديدة، ويستثنى منها الكتاب المدرسي لاختلاف مناهج التعليم، ولقيت مبادرة "كتاب ضد العدوان" ترحيبا واسعا في الجزائر حيث يتفق الجميع على دعم فلسطين مهما اختلفت مشاريهم السياسية، وفق الناشر محمد بغدادي الذي أضاف بان الفلسطينيون إخوتنا في الكفاح، واليوم يعيشون محنة محتل غاشم، وواجبنا المؤازرة والدعم بما نستطيع، فالتبرع بالكتاب للشعب الفلسطيني هدية من شقيقه الجزائري، واعتبر مدير عام مؤسسة النشر والإشهار الحكومية المبادرة ردا على همجية إسرائيل وتدميرها منارات العلم بغزة مثلما فعل التتار في مكتبات بغداد. وأضاف أحمد بوسنة أنها ستأخذ بعدا عربيا ودوليا في معرض الكتاب الدولي القادم وسنقترح على المنظمين تخصيص نسبة من مبيعات دور النشر المشاركة في المعرض لإعادة إعمار غزة، وأبدى عدد من أصحاب المكتبات في العاصمة الجزائرية وأساتذة الجامعات والمثقفين والمواطنين العاديين تجاوبا مع المبادرة، وقال مدير مكتبة ابن خلدون، معلم عبد الغني: "نحن مستعدون للتبرع بمجموعة عناوين تحتاجها الجامعات والمراكز الثقافية في غزة"، وقال الكاتب محمد بغداد إن شعار المبادرة "يعبر عن المخيلة الجمعية لمكانة فلسطين في الوجدان الجزائري، وقد نشأت أجيال على حب فلسطين، والتضامن معها"، وأضاف "هذه المبادرة لمنتجي الإبداع والمعرفة هي رسالة ليس للشعب الفلسطيني فحسب، بل إلى الضمير الإنساني، لتقول إن التدمير الذي تمارسه إسرائيل، هو مجرد تكرار لصورة قبيحة ومستهجنة من التاريخ الأسود لتلك الشعوب الهمجية، التي استطاعت بعدوانها أن تحتل بلدانا وتسقط حكومات وتضطهد شعوبا، لكنها فشلت فشلا ذريعا في المساس بثقافة تلك الشعوب ومخزونها المعرفي"، واعتبر الأستاذ بجامعة المدية المبادرة "رسالة من الناشر والكاتب الجزائري لملء رفوف مكتبات غزة بالمعارف والعلوم التي استوحت مضمونها من ملحمة الثورة الجزائرية، فالشعوب القوية والمتحضرة تمتلك أدوات الانتصار الحقيقي، وهي المعرفة والثقافة، بما تنطوي عليه من الانتماء للتاريخ، والتمسك بالمستقبل"، كما تعهد عدد من المواطنين الجزائريين بشراء كتب بعدد أفراد عائلتهم لإرسالها إلى عائلات غزة، في وقت تجمع نقابة الناشرين تبرعات الكتب، ثم تسلمها إلى الهلال الأحمر الجزائري، بإشراف وزارة الثقافة، وبحضور أعضاء من السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر بينهم سفير فلسطين، ليكونوا شهودا على استلام قافلة الكتب قبل إرسالها إلى غزة. 

ليلى عمران

من نفس القسم الثقافي