الثقافي
الراحل مصطفى الأشرف.. رصيد غزير تحت مجهر أكاديمي
ملتقى أكاديمي يستقرئ أحد قمم الفكر الجزائري الخريف القادم
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 13 جولية 2014
ترعى جامعة الدكتور يحيى فارس بحاضرة المدية، بحر الخريف القادم، ملتقى أكاديميا هو الأول من نوعه حول إرث الراحل الجزائري الفذ "مصطفى الأشرف"، والمثقف العقلاني العالي الكعب الذي رافع من أجل دولة عصرية، حيث يعدّ مؤرخا اجتماعيا ومفكرا وناقدا ورجل أدب وإعلام، فضلا عن تموقعه كمناضل ثوري وضع نواة الفكر الجزائري الحديث.
يقارب الملتقى الذي يقام أيام 14، 15 و16 أكتوبر المقبل بحضور ترسانة من الباحثين، جملة من الأسئلة التي تمس تأثيرات البيئة الداخلية والخارجية على منظومة الأشرف الفكرية والسياسية، فضلا عن قيمة رصيده بمنظور المناهج العلمية المعاصرة، كما يسلّط الموعد الضوء على أهم كتاباته وتعاطي الدارسين مع أفقه الفكري وموضوعاتيته، مثلما يفتح قوسا كبيرا بشأن هواجس الفكر والاجتماع واللغة التي طبعت زمن الأشرف ولا تزال تستثير اهتمام النخب الجزائرية في الراهن.
وبرئاسة رئيس جامعة المدية الدكتور أحمد زغدار ومنسّق الملتقى الباحث الطيب ولد لعروسي، سيتسنى للدارسين الاستئناس بأربعة محاور رئيسة تمثلت في "مصطفى الأشرف السياسي والدبلوماسي والمجاهد"، "مصطفى الأشرف ومسألة الهوية عبر مفاهيمية الأمة – اللغة – الدين – الوطن"، وكذا "مصطفى لشرف كمفكر وأديب ومؤرخ"، إضافة إلى "قراءة في أعمال الأشرف"، وتشير مراجع موثقة إلى أنّ مصطفى الأشرف ينحدر من منطقة سيدي عيسى التابعة لمحافظة المسيلة الجزائرية، درس بالجزائر ثم باريس، وكتب عديد المقالات في الفكر والأدب والنقد والسياسة والمجتمع، وانتقل بسلاسة من الكتابة الصحفية إلى طرق مجالات الفكر والأدب وعلم الاجتماع، أين كانت له وقفات عميقة شرّح فبرها مكامن الهوية الجزائرية ومقومات الوطن الأمّ، الأشرف الذي ناضل منذ شبابه الأول في حزب الشعب الجزائري، كان بين الخمسة قادة الذين جرى إيقافهم من لدن المحتل الفرنسي القديم إثر عملية القرصنة التي طالت طائرة كانت تقلّ الأشرف رفقة الرئيس الجزائري الراحل "أحمد بن بلة"، حسين آيت أحمد، والمرحومين "محمد خيذر" و"محمد بوضياف"، ومكث الأشرف رفقة الأربعة الآخرين في سجن فرنسي إلى غاية العام 1961، وتقلّد الأشرف عديد المسؤوليات غداة استقلال الجزائر بينها دوره كمستشار في قصر الرئاسة، ثمّ إشرافه على وزارة التربية الوطنية، إضافة إلى نشاطه كدبلوماسي وإشرافه على إدارة جريدتي "المجاهد" و"نجم الجزائر"، بالتزامن، نشط في حركة التأليف، عبر كتابه النفيس "الجزائر أمة ومجتمع" بإعماله ميثوديا علم الاجتماع التاريخي، ناهيك عن كوكبة من المؤلفات المعرفية الأخرى على غرار: "الثقافة الجزائرية المعاصرة - مقاربة حول التعريفات والآفاق"، "أعلام ومعالم، مآثر عن جزائر منسية" التي تعدّ بمثابة سيرة ذاتية للفقيد الذي خطّ آخر كتاب سنتين قبل رحيله ويتعلق الأمر بـ"القطيعة والنسيان"، وسجّل المناضل والمفكر "محند الشريف ساحلي" صديق الأشرف، أنّ الأخير ظلّ مثقفا عارفا بهموم مجتمعه وملتزم بقضايا شعبه، وبقي يكافح دفاعا عن كينونة الجزائر كمجتمع وأمة، مثلما حرص على تحرير التاريخ من ألغام الاستعمار، وكذا تكريس روح الانتماء والتحلي بالحداثة بدل الانجراف وراء التقليد.
ليلى.ع