رياضة

روراوة في ورطة بسبب تعنت حاليلوزيتش

غادر الجزائر ورفض التجديد

 

أفادت مصادر مقربة من مبنى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، أن الرئيس محمد روراوة، في حيرة من أمره ولم يعرف لحد الساعة ما العمل في القضية التي صارت حديث الساعة لدى العام والخاص، وهي المدرب الذي سيخلف التقني البوسني وحيد حاليلوزيتش، الذي غادر الجزائر وعن إمكانية إعادة بعث المفاوضات معه، والكيفية التي سيتعامل بها رئيس الفاف مع المدرب الفرنسي كريستيان غوركوف، المقرر إشرافه على الخضر، بداية من شهر أوت المقبل ومباشرة العمل مع الخضر خلال التصفيات الخاصة بمنافسة كأس أمم إفريقيا المقررة بالمغرب 2015.
زياد رامي
ومما زاد من حجم القضية وأعطاها صدى كبيرا هو دخول رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ضمنها، بعد أن أمر ببقاء حاليلوزيتش على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، وطالب روراوة بالتفاوض معه ومحاولة إقناعه بمواصلة مهامه مع الخضر، غير أن الأمور لم تسر كما كان مخططا لها ليحزم "حاليلو" الأمتعة، ومغادرته الجزائر بعد أن قضى ثلاث سنوات توجها بمشاركة مونديالية مشرفة وتاريخية بالبرازيل.
 
غادر إلى فرنسا وحسم مستقبله، ولكــــــــــن .....
 
اتجه التقني البوسني وحيد حاليلوزيتش، إلى فرنسا مغادرا بذلك العارضة الفنية لمحاربي الصحراء، الذين جمعته معهم ثلاث سنوات كاملة تخللتها العديد من الأحداث آخرها الإبداع الذي أجمع عليه الكل من المختصين والمتتبعين في مونديال البرازيل بتأهل تاريخي إلى الدور الثاني، والوقوف ندا لند في وجه منتخب ألمانيا في الدور ثمن نهائي المنافسة، غير أن رحيله لم يصحبه أي قرار بخصوص مستقبله بعد حسمه في أمر المنتخب الوطني وغادره، غير أن الكثير من أهل الاختصاص يرجحون إمكانية التفاوض معه مجددا، وإقناعه بالعودة وقيادة الخضر مرة أخرى في ظل الدعم الجماهيري الكبير الذي يلقاه حاليا، شرط أن يكون عرض الفاف أحسن من العروض التي وصلته من طرابزون التركي الذي وضعت إدارته قيمة مليوني أورو في السنة، ما يبدو أنه عرض مغري وقد يستهوي البوسني، إضافة إلى العرض الذي وصله من جنوب إفريقيا للإشراف على منتخب البافانا بافانا، غير أن الرجل أكد في حوار له مؤخرا مع صحيفة "ليكيب" الفرنسية، أنه لم يحسم مستقبله بعد مفضلا تأجيل الفصل في أمر وجهته القادمة إلى ما بعد عودته من العطلة.
 
روراوة فكر في إرسال مبعوث لإقناع البوسني
 
أحاطت قضية مغادرة أو بقاء الناخب الوطني السابق وحيد حاليلوزيتش الكثير من العوامل والمعطيات والأحداث، ما جعل رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم في حيرة وتساؤل، عن ما إذا من الأصح ترك الفسحة والمجال للمدرب الوطني الجديد كريستيان غوركوف، أو التمسك بحاليلوزيتش والامتثال لأوامر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، القاضية بالإبقاء على البوسني مديرا فنيا للخضر، وأفادت مصادر مقربة من الفاف أن روراوة كان يفكر في إرسال مبعوث إلى فرنسا في الأيام القادمة، من أجل محاولة إقناع حاليلوزيتش بالعدول عن قراره وإعادة النظر فيه من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات مع الاتحادية الجزائرية، وإمكانية عودته إلى منصبه كناخب وطني لرفقاء القائد مجيد بوقرة، بعد أن اقتنع روراوة أن الكل ضد قراره الذي يقضي بتعيين الفرنسي غوركوف محل البوسني، وهذا ما أثار قلقه، حيث ستتكبد الفاف خسارة مالية كبيرة كتعويض له في حال رفض المدرب السابق لنادي لوريان الفرنسي الإشراف على المنتخب الوطني الأولمبي، ليكون الرجل الأول بمبنى دالي براهيم في ورطة حقيقية، وبين مطرقة حاليلوزيتش وسندان غوركوف، في حين ستجمعه جلسة عمل في الأيام القليلة المقبلة مع وزير الرياضة محمد تهمي، لمناقشة هذا الملف وقضية تجديد حاليلوزيتش للعقد وكافة العروض الجديدة، التي قد تكون كافية لإقناعه أو التفاوض مع غيره بما أن غوركوف غير محبوب جماهيريا، وقد يضطر إلى المغادرة أو تولي الأولمبيين.
 
رئاسة الجمهورية أبدت استعدادها لمضاعفة راتب حاليلوزيتش
 
واعتبر رئيس الجمهورية الذي استقبل وفد المنتخب الوطني فور وصولهم إلى الجزائر مهنئا اللاعبين وكذا وحيد حاليلوزيتش، على الأداء البطولي الذي قدموه بنهائيات كأس العالم المقامة فعالياتها بالبرازيل حاليا، وعلى الوجه المشرف الذي ظهر به الممثل العربي الوحيد بمونديال بلاد السامبا، حيث تأهلوا للدور الثمن نهائي لأول مرة في تاريخ الكرة الجزائرية، قبل إقصائهم أمام منتخب ألمانيا بهدفين لهدف واحد في الوقت الإضافي، ومن ذلك المنبر أعرب رئيس الجمهورية عن استعداده التام لمضاعفة راتب الناخب الوطني السابق وحيد حاليلوزيتش، وذلك في سعي حثيث لإقناعه بالبقاء على رأس عارضة الخضر الفنية وقيادة كتيبة المحاربين في الاستحقاقات القادمة، أولاها تصفيات كأس أمم إفريقيا التي ستحتضن فعالياتها المغرب مطلع عام 2015، في إشارة إلى أن رئاسة الجمهورية قد خصصت قيمة معتبرة من أجل منحها للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، في صورة دعم بغرض الحفاظ على الاستقرار وعدم تضييع المدرب الذي أعاد هيبة الجزائر في المحافل الكروية في العالم، بعد أن ظن العديد أن الخضر بحاجة إلى اسم ثقيل ليعود قويا، غير أن البوسني كسر كل التوقعات ونجح في مهمته بشكل كبير منذ أن أشرف على تدريب المنتخب الوطني منذ 2011، خلفا للمدرب عبد الحق بن شيخة.
عشاق الخضر متخوفون من غوركوف ويرفضون تدريبه للمنتخب
وتبقى النقطة الأخرى الأبرز في كل هذا الحدث هو التخوف الكبير الذي يشعر به عشاق المنتخب الوطني من الجزائريين، سيما وأنهم لا يعلمون عنه شيئا ولا يملك سجلا حافلا، كما أنها المرة الأولى التي سيشرف فيها على منتخب وطني، ما أجج من مخاوفهم في هدم ما فعله حاليلوزيتش مع رفقاء المتألق سفيان فيغولي، والفشل في قيادة الفريق إلى طريق التألق والنجاح وهو الأمر الذي جعلهم يتفقون على رفضهم لإشراف كريستيان غوركوف، على منتخب بلادهم ومطالبتهم الفاف وروراوة، بإيجاد الحل لإقناع حاليلوزيتش للعودة والتجديد وهو الذي أسر قلوبهم بعد المشوار الطيب والمشرف في مونديال البرازيل الحالي، حيث من غير المعقول أو المنطقي أن تضع الاتحادية الجزائرية للعبة ثقتها في مدرب لم يستطع ضمان البقاء مع فريقه لوريان في البطولة الفرنسية، إلا في الجولات الأخيرة فما بالك بقيادته لمنتخب وطني.

من نفس القسم رياضة