الثقافي

"وحش الغربة" تستعرض الحياة الحقيقية لـ"الحراق" في بلاد الجن والملائكة

تعرض لأول مرة غدا على ركح بشطارزي

 

 

تقدم تعاونية "سنجاب" المسرحية لمدينة برج منايل، امسية يوم غد، مسرحيتها الكوميدية "وحش الغربة"في اول عرض لها على ركح محي الدين بشطارزي بالعاصمة، وهي المسرحية التي كتب احداثها واشرف على اخراجها المخرج المسرحي عمر فطوش، وساهم في اداء ادوارها الممثلين المسرحيين احسن عزازني وفوزي بايت، مجسدين ثلاث ادوار نسائية زيادة على شخصيتيهما في المسرحية، وذلك بهدف اضفاء بعدا جماليا وفكاهيا مميزا للعرض حسب ما صرح به المكلف بالإعلام فيصل شيباني.

وتروي مسرحية "وحش الغربة" قصة المثقف والدكتور فوزي الذي اختار الغربة كوسيلة لتحقيق احلامه وطموحاته، منتهجا بذلك طريق "الحرقة" للوصول إلى "فرنسا الجنة"، وذلك ضمن سلسلة من الاحداث التي غاصت في تناقضات الهجرة، حيث تخيب آمال الدكتور بعدها عند التقاءه بمرارة الغربة واصطدامه بوحشها الحقيقي، وكشف المخرج المسرحي عمر فطموش خلال الندوة الصحفية التي نشطها امس بالمسرح الوطني الجزائري، بان العرض عبارة عن مسرحية كوميدية منتهية بتراجيدية الموت، يقدمها الممثلين بأسلوب فكاهي سهل ممتنع، باستطاعة اي متفرج فهم أحداثها، باعتبار انها ستعرض باللغة الدارجة المختلطة بالفرنسية المكسرة المعروفة عن المغتربين الجزائريين، كما ان خطابها متطرق اساسا إلى الجانب السلبي لظاهرة "الحرقة"، رغم وجود الكثير ممن انتهجوها ووجدوا الحياة الكريمة والجنة الموعودة في الجانب الاخر من المحيط، مضيفا بان المسرحية تناولت باب "الحرقة" كمدخل فقط لموضوعها الاساسي المتمثل في الحياة التي تنتظر الحراق الجزائري على الضفة الاخرى وهل سيجد الجنة التي رسمها في خياله وحلم بها؟؟، مشيرا إلى ان الهدف من العرض ليس تقديم ظاهرة "الحرقة" بالشكل التقليدي المتعارف عليه والذي اصبح موضوعا مستهلكا نظرا لكثرة تناوله من طرف الإعلام، وإنما حرقة القلب وتحطم الامال التي يعانيها الحراق بعدها، عند اصطدامه بحقيقة المجتمع المثالي ومكانته كجزائري وعربي في المجتمع الغربي الذي يعتبره دخيلا عليه، وفي سياق متصل كشف عمر فطموش، عن اعتزام القائمين عن التعاونية توزيع قرابة 10 الاف استمارة استبيانية بعد كل عرض للمسرحية، وذلك بهدف استطلاع اراء الجماهير بحثا عن تواصل مميز معهم وتحقيق لرغباتهم وما ينتظرونه من العروض القادمة، مشيرا إلى المبادرة ليست الاولى من نوعها باعتبار انهم قد عملوا بها لاول مرة مع الاطفال من خلال العرض المسرحي الذي قدمته التعاونية تحت عنوان "بشارة خير" والذي قال بطموش بانه كان ناجحا وتمكن من تحقيق نتائج باهرة، كاشفا في معرض حديثه ايضا عن الجولة التي ستعرفها المسرحية بعد عرضها بالجزائر العاصمة حيث اتخذ منبر المسرح الوطني للإعلان عن عرضها في 25 من نفس الشهر بولاية تيزي وزو، وبداية من 9 من جويلية القادم إلى غاية 20 منه في مختلف ولايات الشرق الجزائري، لتعرض اخيرا بمدينتها برج منايل.

ليلى عمران 

من نفس القسم الثقافي