الثقافي

"السطوح" لمرزاق علواش.. المعادلة الناقصة

عرض في إطار مهرجان السينما المغاربية

 

 

لم يكن الامر عاديا مساء اول أمس في قاعة الموقار حيث توافد جمهور عريض من عشاق السينما وعامة وعشاق المخرج الجزائري مرزاق علواش خاصة، اين اصطف كثيرون امام مدخل القاعة للظفر بمقعد لمشاهدة اخر افلام مرزاق علواش الموسوم بـ "السطوح".

انطلاقة فيلم "السطوح" اخر اعمال المخرج الجزائري مرزاق علواش كانت عبارة عن كليشيهات أو بالأحرى روبوتاجات صغيرة على اسطح عمارات مختلفة ولو ان ال المكان الذي يجمعها واحد الا وهو قلب العاصمة الجزائرية وأحيائها الشعبية، حيث ركز علواش على 5 اسطح مختلفة كل منها فيه حكاية على حدى فمن سطح عمارة في " السيدة الافريقية مرورا بسطح بباب الواد إلى سطح اخر في القصبة ثم الجزائر الوسطى نهاية في حي بلكور الشعبي. 

على كل سطح من السطوح الخمسة حكاية مختلفة يجمعها قاسم مشترك هو الموت ما عدا سطح بلكور الذي ينتهي بزفاف احد سكان العمارة.

علواش قدم عبر كليشيهات مختلفة قصة مجموعة من الشخوص لكل اختلافاته بين الموسيقى والتطرف والمعاناة والفرح، تحت رمزية اذان كل صلاة من الفجر إلى العشاء. 

أجمع المتابعون للسينما الجزائرية أنه كان بإمكان «السطوح» أن يكون فيلما سينمائيا جيّدا، لولا أن مرزاق علواش فضّل تصفية حساباته الإيديولوجية على حساب الفن. فالفيلم توفّر فيه عنصران هامان: فكرة أسطح العمارات بوصفها بيئة رمزية للمهمّشين والمضطهدين، ومديرُ التصوير الفرنسي فردريك دوغيان الذي نقل صورًا بديعة للعاصمة من عل، حيث يشكّل التقاء زرقتي البحر والسماء خلفية جميلة لسطوح علواش الغارقة في البشاعة.

لكن العمل، على المستوى الفني، قدّم حكايات فشل المخرج في ربطها بخيط درامي أو جعلها تلتقي بشكل أو بآخر ضمن حكاية إطار تجعل منه فيلمًا سينمائيا وليس مجرّد لوحات تمثيلية تقريرية. وعلى مستوى الخطاب، كرّس نظرة علواش الاستشراقية إلى مجتمع يبدو أنه لم يعد يعرفه كما في السابق -بحكم أنه يعيش خارج سياقاته الاجتماعية والاقتصادية والنفسية- هكذا سوّق بطريقة فجّة ومباشرة كليشيهات وصورًا نمطية حول الدين والتطرّف والتخلّف والنفاق والمثلية والعنف في المجتمع الجزائري.

لا أحد حتما سيدّعي أن تلك الظواهر غير موجودة. لكن مشكلة المخرج أنه عجز مجدّدًا عن فهمها ومقاربتها بشكل موفّق، ولعل أحد أسباب ذلك الإخفاق الفني المتكرّر هو أن هواجس مرزاق علواش لم تعد سينمائية بحتة، وتعدتها لتصبح ميولات شخصية وانتقاما من كل ما هو جزائري.

ف. شيباني

من نفس القسم الثقافي