الثقافي

محاولة لفهم الفكري النهضوى

أكباش فداء لأنيس لسود

 

 

يحاول المخرج التونسي أنيس لسود في فيلمه "أكباش فداء" تشريح الفكر النهضوي والوقوف على الأسباب التي جعلت الشعب التونسي ينتخب حركة النهضة الإسلامية التي نقلت الشارع التونسي بين عشية وضحاها من مجتمع "علماني ديمقراطي" إلى مجتمع انتخب فيه قطاع واسع حزب إسلامي.

"أكباش فداء" وثائقي يسافر من خلاله أنيس لسود في فكر ويوميات احد المناضلين البسطاء من قاعدة حزب النهضة في سيدي بوزيد معقل الثورة التونسية والمدينة التي أشعل منها البوعزيزي شرارة الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس بن علي. 

عز الدين برايكي، إنسان بسيط ينتمي إلى عائلة فلاحة من الريف التونسي استوعبته حركة النهضة لأنه يرى أن الإسلام هو اقرب إلى السكان في سيدي بوزيد لأنه دين الفطرة ومن المستحيل أن يجدوا أنفسهم في ايدولوجيا أخرى هذا الرجل الذي سجن بسبب انتمائه إلى قاعدة النهضة عام 1987 وجد نفسه بعد خروجه من السجن يبحث عن " مكانة اجتماعية"ّ لكنه في ذات الوقت يحلم أن تكون تونس أيضا " مكة" وقبلة العالم.

كما حرص المخرج في "أكباش فداء"، على تقديم نظرة محايدة تقف بين البينين في محاولة لفهم العمق والامتداد الشعبي لحركة النهضة من خلال يوميات مناضل بسيط ويجد أن بساطة الفهم والاستقطاب الذي لعبته المساجد وكذا القمع والتهميش، الذي كان يعاني منه قطاع واسع من الناس في عهد بن علي هي التي فجرت الأوضاع وقادة الناس إلى أفكار أو أحلام طوباوية تبقى غير واضحة تماما رغم أن حركة النهضة من خلال الفيلم تبدو حزبا ذو مشروع تسعى لترسيمه في المجتمع بمحاولة تغيير أبنية المجتمع من خلال نقل أنماط فكرية كانت إلى وقت قريب غربية على المجتمع التونسي.

فيصل. ش

من نفس القسم الثقافي