الثقافي

اليوم الأول من منافسة الأفلام القصيرة

3 أفلام تعرض في مهرجان الجزائر للسينما المغاربية

 

 

انطلقت اول امس من قاعة الموقار بالجزائر العاصمة فعاليات المنافسة الرسمية لمهرجان الجزائر الثاني للسينما المغاربية لفئة الأفلام القصيرة، بعرض ثلاثة أعمال تمثل موريتانيا والمغرب وتونس.

"النهاية".. فلسفة في مضمون وشكل الحياة

اختزلت المخرجة الموريتانية مي مصطفى عبر فيلمها "النهاية" معاني الغموض إلى حد الجهل في ما نواجهه في حياتنا، وقد تمضي كل الحياة دون أن نستوعبها أو نحدد شكلها وحتى مضمونها، لذلك نجدها قد كتبت النص بالرسم ثم تصوير مشاهده في أشكال قريبة من الظل، خطوطها من نسج الخيال، وفيلم "النهاية" الذي مدته 6 دقائق يوحي بالموت، إذ يصل العمل في الأخير إلى مشهد يوحي بالانتحار بعد أن قدمت المخرجة شخصية مبهمة تواجه ظروفا مبهمة وكأنه لا يقوى على التعبير لينتهي إلى نقطة اليأس والازدراء ثم يقرر قتل نفسه، واستخدمت مي مصطفى التجسيد الخيالي للأشياء بعيدا عن أدوات ملموسة مستغنية عن الألوان، واستعان العمل على موسيقى التشويق، ويبدو الفيلم مفعما بالأفكار الفلسفية، حاولت المخرجة أن تثيرها عبر شخصية ما لا تخضع لأي شكل أو لون ولا كلام، حركات وايحاءات تدفع بالمتلقي للتفكير عن مدلولات كل حركة.

"نحو حياة جديدة".. الأمل صُنع ذاتي

 

يطرح فيلم "نحو حياة جديدة" للمخرج المغربي عبد اللطيف أمجكاك سؤالا كبيرا قد يعترض كل واحد منا، هل حياتنا تتوقف عند موت شخص عزيز علينا؟، وجسد عبر الولد سعد الذي فقد والدته ثم قرر الالتحاق بأخيه هشام إلى الضفة الأخرى من البحر عبر الهجرة السرية، ولكنه لم يتمكن ذلك.

في مشاهد بريئة وموسيقى حزينة يرافق المخرج أسى الفتى سعد، وكذا احلامه التي بزغت كأمل ظهر من نور عينيه البرئيتين، وعفويته في اللعب بأشكال رسمها له فنان كان ضمن مجموعة من المهاجريين غير الشرعيين، وبإيعاز من مهاجرة كذلك، فشكل في حوض بلاستيكي صغير حلمه في الوصول إلى الجهة الأخرى من البحر، وصنع من رسالة أخيه زورقا لينقل هاجسه إليه إلا أن الولد نام بعمق بينما الجميع خرج إلى البحر.

يصطدم الولد مرة ثانية لما يقرر العودة، فقد رحل الجميع وسقط الحلم في الماء، وفي طريق العودة يتفاجئ بموت الرسام والشابة، إذ قذفهما باطن الموج في مشهد مثير. 

"رغبات".. أحلام البطال المستحيلة

 

يضع المخرج التونسي سمير حرباوي الملح على الجرح من خلال فيلمه القصير "رغبات"، إذ ينبش في الواقع المأسوي للشباب البطال في تونس، عبر شخصية لسعد بطل فيلمه، وعرض العمل لأول مرة على المستوى المغاربي للجمهور الجزائري.

يعد لسعد شابا مثقفا فهو خريج الجامعة التونسية غير أنه يعيش حياة صعبة بسبب عدم حصوله على عمل شريف يلبي رغباته ويستجيب لحاجياته المادية والمعنوية، ويصل المخرج إلى حدود لمس الكرامة عند الرجل ويصور مشاهد قاسية يواجهها الشاب بسبب بؤسه، حتى الفتاة التي كان يرغب بها فلتت منه لذات السبب، كما يصور العديد من مشاهد الهوان التي يتعرض لها لسعد ولعل أقساها مشهد عامل النظافة الذي يمده بسيجارة.

واستعان المخرج بمشاهد مقربة من وجه لسعد العابس والحزين، وحوار مقتضب، فالموضوع لم يحتمل الكثير من الغوغاء بل احتاج لمشاهد صارخة بالواقع المر الذي يحياه لسعد من شأنها دعم تعرية الراهن التونسي الصعب.

ثم يختار لسعد في الأخير الرحيل إلى مكان أخر حتى لا يزعج صديقة وزوجته، على أمل في حية أفضل ولكن الحياة يمكن أن تحيل إلى ظروف أصعب.

ليلى. ع

من نفس القسم الثقافي