الثقافي

الدراما الجزائرية لا تزال مفتقدة للنوعية رغم تقدمها في الكمية

الفنانة موني بوعلام تؤكد:

 

قالت الممثلة المسرحية والدرامية الجزائرية موني بوعلام بأن الدراما الجزائرية لازالت تفتقد للنوعية في مقابل تقدم السينما وتحقيق المسرح لنجاحات مطردة، مضيفة بان هذه الاخيرة قد بدأت التدفق على مستوى الكمية في السنتين الاخيرتين كنتيجة لدعم الحكومة جزئيا لتفعيلها إضافة إلى استقطاب الإنتاج المحلي، لكنها لا تزال تعرف العديد من النقائص.

واضافت موني بان الدراما الجزائرية رغم التدفق الكمي الذي عرفته مؤخرا الا انها لا تزال تعرف العديد من المشاكل والعراقيل المرتبطة حسبها بالنصوص والأمور الفنية والتقنية، معتقدة أن معضلة الانتشار مرتبطة بإشكالية اللهجة وهذا ناتج عن تقصير في التسويق على عكس الدراما المصرية والسورية والخليجية، في حين علقت موني بخصوص السينما في الجزائر بأنها تشهد تقدما بدليل الجوائز المهمة التي تحرزها في مهرجانات عربية وعالمية وإن كانت تأخذ سياق الجدّية أكثر من التجارية، أما في حديثها عن المسرح فقالت بانه يحقق حضوراً، لافتاً ويكتسب جماهيرية واسعة في مختلف الولايات اقتراناً بوجود دور ثقافية مؤهلة وتحصد مراكز متفوقة في المشاركات الخارجية، اما بخصوص رأيها في مسألة خروج الممثلة الجزائرية من وطنها حتى تحصد النجومية والانتشار من عدمه اكدت موني الفكرة وقالت بانه من الضروري فعل ذلك خصوصا في الجزائر بحكم عدم امتلاكنا للمؤهلات والمقومات التي تسمح لنا بصناعة النجومية، مضيفة بانه يؤلمها كثيرا مصير كبار الفنانين في الجزائر وحالتهم بعد مشوار طويل من العطاء، لاسيما أن الأجور متواضعة للغاية مقارنة مع دول مجاورة، وشخصياً أتطلع إلى العالمية التي نالتها ممثلات اتجهن إلى فرنسا وأوروبا لكنني أحب الانضمام إلى تجارب مصرية وعربية عموماً مع الاحتفاظ بعودتي دائماً إلى وطني، وفي سياق متصل اكدت موني بانها كانت تتطلع للعمل كسفيرة لشؤون المرأة مضيفة بأنها كانت تحلم بذلك وكانت قد اخبرت من حولها بانها تعمل على تكريس نفسها لخدمة قضايا النساء العربيات، لكن حدث وان اخذها الفن إلى نطاق آخر استطاعت من خلاله تحقيق طموحها بصورة مغايرة، مشيرة الى انها دخلت مجال الفن في سن الطفولة، اين كانت بداياتها بعروض المسرح "الجهوي" في مدينة "قسنطينة" حيث أحبت كثيراً فكرة تقمّص شخصيات مختلفة، وعند اتمامها لدراستها الجامعية في مجال العلوم السياسية والعلاقات الدولية اتجهت إلى تخصص علم النفس لمدة سنتين، ثم قررت إتمام الإخراج السينمائي في معهد الفنون، وقد أنجزت قبل فترة وجيزة مشروع النجاح عبر فيلم وثائقي يناقش قضية حقوقية، وظهرت موني سنة 2009 في دور ثانوي ضمن عمل "مغامرات نعمان"، وعندما اختارها مخرج مسلسل "جحا 5" لدور البطولة في السنة التالية مباشرة شعرت بخوف من هذا الانتقال السريع إلى المقدمة، لاسيما مع كبار النجوم وقلقت إزاء مدى قبول الجمهور تواجدها مكان الممثلة القديرة سميرة صحراوي بعد تجسيدها شخصية زوجة جحا في الأجزاء الأربعة السابقة لتلمس بعدها أصداء إيجابية فاقت توقعاتها، اما سينمائياً فقدّمت دوراً محورياً في "حرّاقة بلوز" للمخرج موسى حداد الذي شارك في مهرجان أبوظبي السينمائي قبل عامين، الا انها لا تزال تعتبر مشاركتها في فيلم جحا نقلة نوعية تلفزيونياً فضلاً عن مسلسل "سحر المرجان" و"نور الفجر" وكوميديا "أولاد الحومة" الذي يُعد نسخة جزائرية لعمل "عايزة أتجوز" وفي المسرح ذكرت موني بانها لا تنسى عرض "ليلة الليالي" الذي منحها جائزة أفضل ممثلة وهناك "الحوات والقصر" و"خلف الأبواب"، وفي سياق متصل تحدثت موني عن سر حضورها في أعمال عديدة خلال فترة وجيزة قائلة بان التساؤل يصلها بشكل متكرر من زميلاتها في الفن، مفسرة ذلك بان هناك من يقول ان شكل وجهها القابل لأداء مختلف الأدوار الصغيرة والكبيرة في السن أسهم في الأمر، لكنها عمدت إلى التنويع بين مختلف الأدوار، اما عن اعتزامها الاتجاه إلى الإخراج السينمائي قالت موني بانها تفكر في هذه الخطوة بصورة موسعة بعدما أخرجت فيلمين أثناء الدراسة الأكاديمية وتتطلع إلى طرح قضايا مسكوت عنها، أما الآن فمازالت مهتمة بصقل مشوارها في التمثيل وتشارك في فيلم تلفزيوني بعنوان "الظل والقنديل" من إخراج ريم الأعرج حول الطلبة الناشطين في مواجهة الاستعمار، اين تجسد شخصية سيدة تفقد زوجها وتعيل أطفالها وتخدم وطنها على عكس شكوك الناس ضمن فيلم "مغامرات قريتي" وشابة تتعرض للاعتداء وتنتقم في فيلم "الدخلاء" وأظهر في عمل "فرسان الهُقار" للمخرج كمال اللحام مع ممثلين سوريين في رمضان المقبل.

ليلى.ع

من نفس القسم الثقافي