الثقافي

الطاهر جاووت.. آخر صيف للعقل

 

نتذكّر عنوان رواية الشاعر والروائي الجزائري الطاهر جاووت التي نشرت بعد اغتياله على يد الجماعات المسلحة عام 1993 "آخر صيف للعقل" ونتساءل: هل يعقل أن تنتبه هيلسنكي إلى الذكرى السابعة عشرة لاغتيال هذا المبدع الذي راح ضحية أفكاره المنتصرة للحرية والعدالة الاجتماعية، في حين تمر يتيمة في مسقط رأسه؟ رغم أن أكبر وأهمّ دار صحافة في البلاد تحمل اسمه.

ولم يخف الكاتب والمترجم الجزائري حمزة عماروش المقيم منذ مدة قصيرة في فنلندا فرحه بنجاحه هو ورفاقه بتنظيم احتفالية بصاحب رواية "البحث عن العظام" في المعهد الفرنسي في هيلسنكي، والتي استقطبت نخبة من الفنانين والكتاب والإعلاميين. وقرئت فيها أشعار صاحب "المطرود"، قدّمها لويس غاردال مدير منشورات لوسوي الباريسية.

وكانت شهادات الإعلاميين الجزائريين أرزقي مترف ومولود عاشور وعبد الكريم جعاد نافذة الحضور على التجربة الأدبية والإعلامية لصاحب رواية "العسس" الذي رفض في عزّ اغتيال المثقفين الجزائريين أن يصمت أو يهادن، وأطلق مقولته التي أصبحت في حكم "الكوجيتو" في مواجهة الإرهاب في الجزائر "إذا قلتها ستموت/ إذا لم تقلها سوف تموت، فقلها إذن ومت". وهي شجاعة لا تنسى للكاتب في مواجهة ظلم النظام وظلامية الإرهابيين.

وقال عماروش في اتصال مع "العربي الجديد" إنه لم يعد مجديا أن ننتظر من الملاحق الثقافية التابعة للسفارات الجزائرية في الخارج أن تحتفي بملامح الثقافة الوطنية ووجوهها من المبدعين في البلدان التي توجد فيها، لأنها مجرد واجهات يسيرها من ليسوا أهلاً لذلك.

ودعا صاحب "كيف يشطح الثعلب" النخبة الجزائرية المقيمة في الخارج إلى التحلّي بروح المبادرة، وإطلاق برامج ثقافية من شأنها أن تشكل جسوراً فعالة بين المشاهد العربية والغربية والمشهد الثقافي الجزائري الخاضع لثنائية الارتجال والانغلاق.


عبد الرزاق بوكبة

من نفس القسم الثقافي