الثقافي

مشروع لتسجيل آلة "القمبري" ضمن التراث المادي الولائي والوطني

مديرية الثقافة لولاية بشار تبادر

 

تعكف مديرية الثقافة لولاية بشار على إعداد مشروع لتسجيل آلة "القمبري" ضمن التراث المادي الولائي والوطني، حيث يجري حاليا اعداد الملف العلمي والتقني من قبل خبراء قطاع الثقافة من اجل اتمام كافة الترتيبات لذلك، حيث جاءت هذه المبادرة على هامش الطبعة الثامنة من المهرجان الوطني للموسيقى ورقص الديوان الذي يصنع الحدث الفني والثقافي في هذه الايام بولاية بشار.

وحظيت هذه المبادرة بإشادة أغلب المعلمين من أعلام الموسيقى وموسيقيي 15 فرقة فنية التي تنشط فعاليات هذه التظاهرة الفنية التي انطلقت يوم الجمعة الماضية بعاصمة الساورة حيث وصفت هذه المبادرة من قبل الباحثين في فن الديوان بمثابة مرحلة في غاية الأهمية في مسار التصنيف الشامل للديوان كتراث وطني مادي، وكان عدد من الباحثين والموسيقيين وفاعلين آخرين في المجال الثقافي محليا ووطنيا والذين كانوا قد شاركوا في الطبعة السابقة من المهرجان السنة الماضية، قد أبرزوا أهمية التصنيف ضمن التراث المادي المحلي والوطني لفن الديوان، وفي هذا الإطار يرى الباحث فضيل عبد الوهاب من قسم الموسيقى بالمدرسة الوطنية العليا بالقبة أن ظهور القمبري على الساحة الفنية وتلقين فنون الإيقاع على هذه الآلة من قبل الموسيقيين من خارج نطاق فن الديوان قد جعل منه آلة موسيقية في حد ذاتها مما يتعين تلقينها في مختلف معاهد الموسيقى وفي مختلف الهيئات الأخرى المهتمة بالتكوين في مجال الموسيقى، مضيفا بان إطلاق مسار تسجيل هذه الآلة ضمن التراث المادي الوطني يشكل مساهمة ملموسة في المحافظة وحماية هذه الآلة الموسيقية الأصيلة، بالاضافة الى ان آلة القمبري تعتبر مفتاح رائد الموسيقى لدى أهل الديوان والذين يحملون درجة المعلم وتتشكل هذه الآلة ذات الإيقاع الوتري المخفض من صندوق خشبي رنان مستطيل الشكل بطول نحو ثلاثين سنتيمترا وعرض بـ15 سنتيمترا يخترقه مقبض من خشب الجوز أو الصفصاف بطول نحو واحد متر به ثلاثة أوتار ممدودة، ويغطى صندوق "القمبري" عادة بجلد الجمل المأخوذ من منطقة العنق وهو مجفف ومدبوغ بمهارة كبيرة. ويضرب هذا الجلد باليد اليمنى للعازف بطريقة متزامنة مع العزف على الأوتار مما يعطي لآلة "القمبري" رنة تشبه صوت القرع على الطبل على نحو يحافظ على إيقاع متناسق. وتصنع الأوتار الثلاثة لآلة "القمبري" من أمعاء ذكر الماعز كثير الدهن والذي يتم تقديمه قربانا روحيا حسب ما يروي أهل الديوان، كما تثبت حزمة من الجلاجل المعدنية في نهاية مقبض "القمبري" والتي تصدر رنينا متزامنا عند تحريك هذه الآلة الموسيقية أو العزف على أوتارها. وتوجد أيضا أصناف أخرى من آلة "القمبري" على غرار تلك التي تحمل صندوقا دائري الشكل كما هو الحال لدى أهل الديوان بشرق البلاد فيما تسمى آلات "القمبري" الموجهة للتلقين وهي صغيرة الحجم باسم  "عويشة".

ليلى.ع

من نفس القسم الثقافي