الثقافي

المخرج السينمائي التونسي سمير حرباوي ينافس بـ"رغبات"

في مهرجان الجزائر للسينما المغاربية

 

 

يدخل المخرج السينمائي التونسي سمير حرباوي بفيلمه الروائي "رغبات" المنافسة ضمن المسابقة الرسمية صنف ‘’الافلام القصيرة’’، وذلك في اطار فعاليات مهرجان الجزائر للسينما المغاربية التي ستنظم دورته الثانية من 4 إلى 11 جوان القادم، كما سيشارك حرباوي بفيلمه الوثائقي "صب الرش" او "سليانة وبعد" الذي وصف فيه أحداث الرش التي عاشها اهالي سليانة في نوفمبر 2012 في تظاهرة فنية ‘’اسبوع الفن والثقافة’’ التي ستحتضنها مدينة ليون الفرنسية ايام 13 و14 و15 جوان 2014.

وتعتبر قصة “رغبات” من أحد قصص المجموعة القصصية “معجزة أخرى للحب” للكاتب لسعد بن حسين، واختارها المخرج سمير الحرباوي ليحوّلها إلى شريط روائي قصير على مدى 22 دقيقة، تقمص أدواره كل من محمد ساسي غربالي ونجمة الزغيدي وصالح فالح وسليمة الوادي وناجي قنواتي وكريم بلحاج وفتحي العكاري في ضيافة شرفية، عمل من إنتاج مؤسسة “إيزاس” وبدعم من وزارة الثقافة التونسية، لم يستغرق زمن تصويره سوى ستة أيام بالعاصمة، أغلبها مشاهد ليلية، ويروي فيلم “رغبات” حكاية شاب جاء من احدى المدن الداخلية حاملا شهادته وحلم إيجاد شغل في العاصمة، يسكن في شقة صغيرة مع صديقيه حبيب وألفة المرتبطين بعلاقة عاطفية، اين يستيقظ لسعد باكرا ويغادر الشقة، يقضي كامل يومه متسكعا بشوارع العاصمة متأبطا حقيبة وثائقه في رحلة البحث عن شغل، وهي رحلة مضنية يظهر اثرها على تقاسيم وجهه وثقل خطواته، وحين ينهكه التعب يرتمي في الحديقة العمومية، ويعود للتسكع ليلا متعمدا ومتفاديا دخول الشقة في وقت مبكر من السهرة حتى لا يزعج مضيفيه، يلتقي لسعد بزميل قديم مصحوبا بفتاة تتقاطع نظراته مع نظراتها، تبدو أنيقة مشرقة ومشبعة بالحياة، فيجتر لسعد انكساراته العاطفية والاجتماعية بمرارة تزيد حدتها عندما يسلمه زميله السابق بطاقة يكتشف أنه دسّ فيها ورقة نقدية، وفي يوم عيد ميلاد ألفة، يكتب حبيب ورقة لصديقه لسعد يخبره أنهما لن يعودا تلك الليلة، حيث قررا الاحتفال بالمناسبة والمبيت خارج الشقة، ويختم رسالته بعبارة “مارس فوضاك”، لكنه وبعد إلصاقها بالباب تسقط الورقة أرضا، ولا يراها لسعد عند خروجه صباحا لذلك يطيل فترة تسكعه ليلا متعمدا ترك الحبيبين وحدهما بالشقة، حتى انه عرض على صديق التقاه بالمقهى قضاء الليل في بيته، لكن هذا الأخير يعتذر لتشابه ظروفهما، ويشتري باقة ورد، وبما تبقى من الورقة النقدية يدفع ثمن “سندويتش” لصاحب عربة على قارعة الطريق، ويعود في اخر الليل متسللا دون ضجيج لينام ووجهه إلى الجدار.. في الصباح يعثر على الورقة يتأملها ويكتب بآخر السطر جملة محمود درويش “وبي أمل.. يأتي ويذهب، لكنني لن أودعه” ثم يحمل حقيبة أدباشه... ويخرج، هي حكاية تبدو بسيطة جدا لكن تفاصيلها كبيرة تكمن في كيفية كبت الرغبات الحياتية الصغيرة كأن تنام متى اردت وتستيقظ عندما يحلو لك ذلك او أن تتحرك بحريتك في غرفة بملابس النوم وتعد قهوتك الصباحية على مهل، أن تضيء الغرفة لتقرأ كتابا او تستلقي بكسل لذيذ على الفراش.. هي معاناة جيل من الشباب تخطّى الثلاثين من عمره ومازال ينتظر الشغل ليؤسس لحياته، وهي حكاية صوّرها سمير الحرباوي بكاميرا مفتوحة وبلغة سينمائية شفافة تتوفر على ابعاد جمالية كثيرة رغم بؤس البطل وإيقاع حياته الرتيب وقساوة اللحظات الحساسة لم يجنح المخرج إلى الصورة القاتمة التي كان يمكن أن نجد لها ما يبررها في حياة البطل الموضوع.. بل على العكس فسمير الحرباوي جعل صورته-شريطه الروائي الاول مفتوحا على امل ما او حلم يعتقد أنه سيتحقق يوما ويغيّر حياة بطله لذلك أنجزه بشاعرية عالية وبإيقاع خال من الرتابة.

ليلى.ع

من نفس القسم الثقافي