الثقافي

"وردة" لا تزال في القلوب

في الذكرى الثانية لرحيلها

 

يوم وسنتان مرت على رحيل وردة الفن الجزائري والعربي وردة الجزائرية تاركة عالم الفن والغناء العربي يتيما مفتقدا لعطرها الفياح المزين بالأغاني الجميلة، وفي جو يملؤه الحزن والحسرة ودع الوسط الفني قبل عامين، شخصية مرهفة الإحساس والإبداع غنت من قلبها ووجدانها، وأطربت الجمهور العربي بأغانيها التي لا تنسى.

وناهيك عن الوسط الفني ودع الملايين من عشاق الفنانة الأسطورة من المواطنين والفنانين والشخصيات السياسية من الاشقاء المصريين والعرب وكذا الجزائريين، حيث توفيت وردة بمنزلها بالقاهرة إثر سكتة قلبية عن عمر يناهز الـ 73 سنة، ولكنها لا تزال حية وتعيش فى الوجدان العربي بأغانيها الخالدة وأفلامها، وولدت وردة في فرنسا في 22 من جويلية 1939 في الحي اللاتيني بباريس لأب جزائري وأم لبنانية، وعرفت في سن مبكرة بجمال صوتها فقدمت أغنيات لأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وأسمهان في الإذاعة المصرية الموجهة للعرب في الشمال الإفريقي ثم ذهبت إلى بيروت وتعرفت على المنتج والمخرج السينمائي المصري حلمي رفلة الذي منحها أول بطولة سينمائية في الفيلم المصري "ألمظ وعبده الحامولي" سنة 1962، وقدمت وردة عدداً من الأغاني في مطلع الستينيات وشاركت في نشيد "وطني الأكبر" الذي لحنه عبد الوهاب وشارك في غنائه مطربون عرب، منهم صباح وعبد الحليم حافظ ونجاة، ثم عادت وردة الى الجزائر بعد استقلالها عن فرنسا عام 1962 وتزوجت واعتزلت الغناء نحو عشر سنوات، وعادت وردة إلى مصر بعد الطلاق وتزوجت الملحن المصرى بليغ حمدي الذي لحن لها عدداً من أبرز أغنياتها، كما غنت أيضاً من ألحان عبد الوهاب ورياض السنباطي وصلاح الشرنوبي، الذي لحن لها عدداً من الأغنيات في السنوات الأخيرة، كما قامت وردة ببطولة ستة أفلام مصرية هي "أميرة العرب" سنة 1963، و"حكايتي مع الزمان"، و"صوت الحب" في 1973، و"آه يا ليل يا زمن" في 1977، و"ليه يا دنيا" سنة 1994، وقامت أيضاً ببطولة مسلسلين للتلفزيون هما "أوراق الورد" في 1979 و"آن الأوان" في 2007، ومن أبرز أغاني الراحلة "بلاش تفارق"، و"في يوم وليلة"، و"أكدب عليك"، و"اسمعوني"، و"روحي وروحك حبايب"، و"شعوري ناحيتك"، و"بتونس بيك"، و"لولا الملامة"، و"العيون السود"، ليطوى مسارها الفني الحافل بالنجاحات في 17 من ماي سنة 2012 في القاهرة بمصر إثر أزمة قلبية، نقلت بعدها الى الجزائر في طائرة عسكرية بطلب من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وكان في استقبالها العديد من الشخصيات السياسية والفنية، لتدفن في مقبرة عائلتها بالعالية بالجزائر العاصمة، وكانت قبل وفاتها تقول «أريد العودة إلى الجزائر فوراً».

ليلى.عمران

من نفس القسم الثقافي