الثقافي

"فاطمة نسومر" بطولات امرأة ألهمت الرجال

بلقاسم حجاج يركز على الموروث الشعبي السمة الأبرز

 

 

1840 كانت منطقة القبائل لم تقع بعد تحت ايدي الاستعمار الفرنسي، بحكم توفرها على رجال كبار ومناضلين منتفضين ضد أي تدخل خارجي في بلادهم. وفي الوقت الذي كانت فرنسا تتأهب لدخول المنطقة يظهر رجال اشاوس وعظماء في صورة الثوري الشريف بوبغلة الذي ذاع صيته بين سكان القبائل بحكم رجولته ووقوفه في وجه فرنسا، وهو الذي نغص عليهم مواجعهم في كل مرة يشن فيها هجومات عليهم خصوصها بعد تحالفه من ابناء منطقة القبائل، من اجل تشكيل جبهة قوية في وجه فرنسا.

ركز المخرج بلقاسم حجاج في فيلمه فاطمة نسومر على عامل الموروث الثقافي التقليدي من خلال ابرازه لتقاليد المنطقة عبر تسليطه الضوء على طريقة الاحتفال بالأعراس في تلك الفترة اضافة إلى بعض المعتقدات من خلال منح "الحرز" الذي يحمي الناس من الشر وغيرها من التقاليد الاخرى. "فاطمة نسومر" طفلة تعلقت كثيرا بجدها "السي احمد" الذي شارك في معركة سيدي فرج ابان الدخول الفرنسي للجزائر، استلهمت قوتها من جدها ما جعلها ثائرة يضرب بيها المثل وترفض الزاوج قسرا من احد ابناء منطقتها لتعود ادراجها إلى "دشرتها" وينظر اليها نظرة احتقار لكن سرعان ما عادت لتصبح على لسان الكل بعد مداواتها لأحد المصابين بالطاعون لينتشر خبر "لالة فاطمة" وبركتها في شفاء المرضى. شكل لقاء فاطمة نسومر بالشريف بوبغلة طفرة في سير أحداث الفيلم، حيث وبعد استشهاد بوبغلة حملت المشعل من بعده ودعت كل القبائل للتوحد تحت راية واحدة، حتى الخونة الذين وقفوا بجانب فرنسا استطاعت اقناعهم بضرورة الدفاع عن وطنهم.

فيصل. ش

 

 

من نفس القسم الثقافي