الثقافي

"داك آرت 2014" إبداعات الجزائريين تستقطب الاهتمام أثناء تدشين المعرض الدولي

 

استقطبت اعمال وإبداعات الفنانين الجزائريين الاهتمام والإعجاب في حفل تدشين المعرض الدولي للفنانين الأفارقة احدى اهم فعاليات الطبعة الـ11 من بيينال داكار مساء اول امس بقرية البيينال بداكار.

وتميزت المشاركة الجزائرية في هذا المعرض بوجود 8 تشكيليين لهم حضور مميز في المحافل الدولية مثل قادر عطية ودريس وضاحي الذي فاز اول امس بجائزة الراحل ليوبولد سيدار سنغول الشاعر ورئيس السنغال الاسبق مناصفة مع رسام ونحات من نيجيريا اولي امودا (Olu Amoda)، ومن الاسماء الفنية الجزائرية المشاركة في طبعة 2014 من البيينال التي تتواصل لغاية 8 جوان المقبل فيصل بغريش وماسينيسا سلماني وكمال يحياوي. وتمثل الفنانة التشكيلية امينة منية ابداعات المرأة الجزائرية في هذا الحدث القاري من خلال اعمالها المتألقة والمشاكسة في نفس الوقت، وقد استوقفت اعمال الفنانين الجزائريين التي كانت مميزة من الناحية التقنية والجمالية وجراة الطرح الحضور من محترفين والعارفين بأصول هذا الفن الذين ابدوا انبهارهم امام اللوحة التي ابدعها دريس وضاحي تحت عنوان "بيننا"، والتي اهلت صاحبها للفوز بالجائزة الكبرى للمعرض، فقد جسد هذا لفنانة الذي يعمل كثيرا على الفن المعماري في هذه اللوحة الكبيرة الاحساس بالحيرة والاختناق لدى قاطني تلك العمارات الضخمة ذات الكثافة السكانية الكبيرة من نوع "اش ال ام" (HLM) التي انتشرت في الستينات من القرن الماضي في عديد من المدن، واظهر وضاحي في هذه اللوحة تأثره وإعجابه بفنانين اوروبيين كلاسيكيين وأيضا بمحمد راسم ويؤكد بخصوص هذا العمل الذي يظهر طغيان الاسمنت على السكان لحد طمسهم حيث لا يوجد اي حضور ملموس للأشخاص "حرصت أن يكون الجانب الجمالي من الاولويات في هذا العمل لان سمو الرسالة لا يتناقض مع جمال العمل، واستوقف عمل الفنان قادرعطية "فندق اندباندانس"(hôtel de l'indépendance) الزوار الذين انبهروا ب "هيبه "العمل الذي فرض نفسه وسط فضاء العرض المفتوح، وقد لجأ عطية الذي يعمل كثيرا على مفهوم استعادة الملكية التي تأتي حسبه نتيجة الترميم إلى اعادة تركيب فني لـ"فندق الاندباندنس" وهي بناية توجد في الواقع وسط داكار باعتماد بقايا وأجزاء تجهيزات من الحديد، ونجح فعلا الفنان في جعل الزائر يتفاعل مع هذا العمل، الذي يعبر في نظره على "فشل تجارب بعض الدول الفتية في انجاز مشاريع تسعد الناس البسطاء وهو ايضا اشارة لسلبيات الاستعمار التي مازالت تأثيراتها بادية في بعض الامور، ونفس الاهتمام والفضول عرفته اعمال الفنانة المتألقة امينة منية العاشقة للمعمار والمدن وكمال يحياوي الذي يتجلى في عمله المعروض تمسكه بالأصالة التي يعتبرها الطريق الانسب نحو العصرنة، وقد تمكن هذا المعرض الذي كسب تجربة على مر الطبعات من جلب مبدعين افارق كبار الذين شاركوا بأعمال متميزة مثل التونسية مريم بودربالة والمغربي علي الصافي الذي قام بتركيب شريط فيديو بعنوان "حلقات شمال افريقيا" في اشارة لفن الحلقة او القوال شمل على تكريم لثلاثة افلام مغاربية من بينها شريط "كم أحبكم" للمرحوم عزالدين مدور، ورضت ايضا اعمال حديثة وجريئة لفنانين افارقة ذوي شهرة عالمية اثبتوا تحكمهم في التقنيات الحديثة للفن التشكيلي والتركيبات والفنون البصرية مع تشبثهم بأصالتهم وواقعهم دون انكار الاخر مثل النايجرية ماريا كور (Maria Kure)، التي تروي في عمل تركيبي ثلاثي تاريخ قوة وتأثير المرأة في افريقيا.

ل. ع/ وكالات


من نفس القسم الثقافي