الثقافي
المسرحية الجزائرية "رسالة إنسان" تنال جائزة أفضل عرض
في مهرجان فيلادلفيا الـ11 للمسرح الجامعي العربي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 28 أفريل 2014
تمكنت المسرحية الجزائرية "رسالة إنسان" من جامعة قسنطينة1 من حصد جائزة أفضل عرض مسرحي متكامل لمهرجان فيلادلفيا 11 للمسرح الجامعي العربي في النتائج، التي أعلنت خلال حفل الاختتام الذي اقيم بفندق الأرينا بالأردن مساء أول أمس.
وكانت المسرحية الجزائرية لمخرجها ميلاد صلاح الدين وكاتبها العراقي هادي المهدي "رسالة إنسان" لفرقة "مرايا" قد عرضت ضمن فعاليات المهرجان الاثنين الماضي، وذلك على ركح "محمو أبو غريب" بالمركز الثقافي الملكي، اين باحت عبر شخصياتها بما يكنه الإنسان وما يريد الوصول إليه، متطرقة إلى كافة الجوانب السياسية والاجتماعية والعربية التي يعايشها المواطن العربي والجزائري على وجه الخصوص، وفي الوقت الذي تأخذك فيه أجواء المسرحية، التي تبدو فلسفية الطرح إلى موضوع الوجودية بطرق عديدة وجدوى الحياة في ظل كل ما يمر به الإنسان، إلا أنها توقعك مباشرة بالتفاصيل التي تود البوح بها، ففي البداية تتوحد الشخصيات بصلة صداقة وقرابة ثم يختلفون وينفجرون ويظهر جليا ما وظفه المخرج في طريقة ارتداء اللونين الأبيض والأسود، قاصدا الموت والحياة، وربما الحقيقة والظلام وكثيرا من اللفتات التي رأى المخرج بمسرحيته التجريبية أن يقدمها على الخشبة، حيث تظل تلك الشخصيات تعيش في ظل الظلام محاولة فهم تلك الظروف المحيطة، وترتبط بشخصيات أخرى هربا من الوحدة، لتعود كما جاءت منعزلة عن الآخر في بحثها عن تفسير حقيقي لما يحدث وما سيحدث، وتطرقت المسرحية بشكل مباشر إلى ما آلت إليه الظروف حاليا في الجزائر، وهي تبدو تطويعا من قبل المخرج جرى بوقت قصير في تصوير مسؤول يعاني مشاكل صحية وله جنوده الموظفين لخدمته، حتى المعارض جرى احتواءه مقابل الصمت والتصفيق، ولربما حجم الصمت مدفوع الثمن، ويكون أكثر عندما تكون معارضا بارزا، وهي تنصيص واضح لما يحدث في الجزائر حاليا، وتستعرض المسرحية حالات نفسية متشعبة بالحديث عن الأسرة، الزوجة والإبنة والمتشردة في مكان واحد يجمعهم عند منصة "الموت"، وهي الملجأ الوحيد للخلاص كما يتضح، والذي أصبح في نظر البعض مجرد تمثيلية تصوّر على أجهزة الهاتف النقال لإثراء المشهد، حيث تصور المسرحية أسباب الموت كثيرة، فلماذا يستعجل الإنسان موته؟ هذا ما قدمه أحد المشاهد حين تحاول الشخصيات الانتحار ومن ثم التراجع ربما بالوقت الحالي فقط، وتتواصل المشاهد بعرض لشخصية مصيرية لرجل يسأل ويجوب الطرقات بحثا عن إجابة توحد العمل بطريقة ما وتفسّر تلك الظروف التي تعيشها الشخصيات الأخرى على الخشبة، ويقف منتظرا الأجوبة ويكتب الرسائل، التي يطالب بها المسلوب الإرادة قد يعتقد البعض أنها مادية بالوقت، التي حملت فيه العمل اسم "رسالة إنسان"، فكانت الرسائل إنسانية بحته موجهة بالدعوة إلى "الله" في أن يزيل الحروب والعنف والدمار ويشيع المحبة والوفاء والخير، وتتواصل الأحداث بأن يصرّ الرجل على حمل رسالته للرب فينتحر، وتظل الشخصيات الأخرى تنتظر الإجابة ولا إجابة ولا حلول، ويعودون محملين بأسباب موت أخرى ينتظرون نهاية أو خاتمة في ظل تسابقهم على الكرسي وعلى المنصب، وتعتبر مسرحية "رسالة إنسان" من خلال ذلك مباشرة في طرحها برغم عمق الدلالات والرمزيات، التي تحمل تفسيرات بفضاء كبير تتسع لأن تكون مشابهة لكل حالات الأوطان العربية وحتى الأفراد والشعوب، فهذا الفضاء المحكي والممسرح الذي وضعه المخرج في محاولة لمعالجة نفسية الإنسان، ترك بالتأكيد الأثر الأكبر في أهمية الغوص بالحياة والعيش فيها أينما حلّ وأينما كان وبسلام، كما كانت سينوغرافيا العمل متناسقة من إضاءة وديكور بسيط طوّع لخدمة العمل، فيما جاء أداء الممثلين متفاوتا إلا أنه لم يؤثر على الصيغة الكاملة للعمل المسرحي، الذي ادى ادواره المسرحيون بودربالة أيوب، بودماغ محمد الصديق، عباسي ياسمين، نجاعي عبد الجليل، سيراوي هاجر، ميلاد صلاح الدين، يوسفي سوسن. تقني الصوتيات زيات أبو بكر الصديق، تقني إضاءة قلقولة وليد، سينوغرافيا بودربالة أيوب واخراج ميلاد صلاح الدين. هذا وقد احتل العمل الكويتي "رسالة إلى" جائزة أفضل اخراج مسرحي لنصار نصار مناصفة مع عرض جامعة فيلادلفيا الأردني "أبواب" للمخرج فراس زقطان، فيما راحت جائزة أفضل ممثل شامل إلى الفنان الفلسطيني عدنان بلال عارف عن العرض المسرحي "بروفة جنرال"، أما جائزة الشكل الجماعي فحصدتها مسرحية الجامعة الأردنية "بلغني أيها القارئ السعيد"، اما جائزة التحكيم الخاصة فذهبت كما رأت اللجنة مناصفة بين العمل المسرحي "العماني" من جامعة صحار عن العرض المسرحي "سحارة"، وبين العمل الفلسطيني "بروفة جنرال" من جامعة النجاح، في الوقت الذي ذهبت فيه جائزة أفضل ممثل دور أول مناصفة إلى أوس شتات "اليرموك" وعادل أبو ليفة "طرابلس- ليبيا". أما جائزة أفضل ممثلة دور أول فذهبت أيضا مناصفة بين سهام الشرايري "اليرموك" وروان الراميني "الأردنية"، اما جائزة أفضل اكسسوار فذهبت لجامعة الأميرة سمية عن مسرحية "الدنيا زبالة"، فيما حصد جائزة أفضل ممثل واعد الفنان معاذ الخزاعلة عن مسرحية "مسامير الوطن" جامعة اليرموك، وعن دور الممثلة الواعدة، فذهبت كما أعلنت اللجنة مناصفة بين كل من لبنى القرالة عن عرض "حكومتنا الرشيدة" لجامعة مؤتة، وبين مريم قطريب عن مسرحية "أبواب" جامعة فيلادلفيا.
ليلى عمران