الثقافي

مسرحية "الأول مكرر" تعرض على ركح بشطارزي

لكاتبها الإماراتي صالح كرامة العامري

 

استمتع جمهور المسرح الوطني محيي الدين بشطارزي مساء أول أمس، بالعرض الشرفي لمسرحية "الأول مكرر" لكاتبها الاماراتي صالح كرامة العامري، ومخرجها الجزائري عباس محمد إسلام.

وقام بادوار المسرحية المنتجة من طرف تعاونية "الفضاء الثقافي" بمساهمة المعهد العالي بفنون العرض والسمعي البصري "ISMAS"، كل من الفنانين أحمد مداح، كنزة بوساحة، نور الهدى شقتيمي، سارة براهيمي، ليضع لمسات السينوغرافيا المبدع حمزة جاب الله، بينما صممت سمر بن داوود كوريغرافيا العرض الذي يحكي قصة "ساري" الأب الذي أنكر ابنته "ريما" من امرأة كونغولية عاشرها خارج إطار الزواج بإحدى الأدغال الإفريقية وتخلى عنها عند ولادة الطفلة، التي كبرت وبحثت عن والدها لتلتقيه في ذات ليلة وتطلب منه في حوار فلسفي طويل أن يعترف بها، وينتهي الصراع بينهما إلى نقطة البداية بعدما رفض الأب الاعتراف بأبوته لابنته، ويطرح نص "الأول مكرر" تساؤلات عدة حول المدنية الحديثة وما افرزته من فساد منتصراً للطبيعة والحياة البدائية، لينتقل عبر سلسلة من الثنائيات المتناقضة إلى وجود الانسان ومدى سيطرته على حياته عندما يظن انه صاحب القرار، ليكتشف في لحظة فارقة أن القرار ليس بيده، وينقلب الوضع ليحول السجين إلى سجان. وذلك من خلال "ساري" الذي يعيش في مدينة مجازية، وينزوي في مقهى يمتلكه بعيداً عن المدينة التي ينتهكها الغرباء، لتطرق بابه في ليلة عاصفة الفتاة "ريما"، ويجمعهما حوار فلسفي طويل يسترجع فيه "ساري" ذكرياته في افريقيا السمراء ومغامراته النسائية هناك، ليكتشف فجأة أن "ريما" هي ابنته من الافريقية "سوما" التي عرفها في تلك الفترة ثم تركها، بعد أن انجبت له طفلة، ويصر "ساري" على إنكار ابوته لـ"ريما" إلى أن ينتهي الصراع بينهما باعترافه بأبوته لها، بينما ترفض "ريما" هذه الابوة وتتركه ليعود إلى وحدته وانعزاله منكسراً، وأفاد كرامة سابقا بان استعارته الأجواء الافريقية جاءت نتيجة عشقه لإفريقيا السمراء وما تمثله من طبيعة بكر وعوالم مازالت غامضة للعالم، مشيرا إلى انه قرأ الكثير من الكتب والمراجع، وشاهد العديد من البرامج والأفلام الوثائقية عن إفريقيا وعاداتها وتقاليدها للاستعانة بها في كتابة النص. ورغم الاشارة إلى افريقيا في العمل كمسرح لجزء كبير من الاحداث بها، إلا النص انسانياً وليس افريقيا، حيث يطرح قضايا انسانية ووجودية لا ترتبط بحدود الجغرافيا. معتبرا أن شخصية "ساري" بكل ما تحمله من تناقضات هي شخصية درامية ثرية بصرف النظر عن مدى ما تعانيه من تشوه.

ليلى. ع

من نفس القسم الثقافي