الثقافي

جثة الأديب الراحل غابرييل غارسيا ماركيز حرقت والعالم ينعاه

في جو جنائزي بحي بيدريغال جنوب مكسيكو

 

أعلن السفير الكولومبي في المكسيك خوسيه غابرييل اورتيز ان جثة الاديب غابرييل غارسيا ماركيز الحائز على جائزة نوبل للآداب عن روايته "مائة عام من العزلة" والذي توفي الخميس الماضي قد أحرقت، ردا على سؤال للصحافة، دون اعطاء أي تفاصيل اخرى.

وكانت اذاعة كاراكول الكولومبية اكدت في وقت سابق نقلا عن مصدر قريب من عائلة الاديب الراحل ان حرق جثة غارسيا ماركيز حصل الخميس الماضي اي في اليوم نفسه لوفاته، واشارت الاذاعة الى ان رماد غارسيا ماركيز موجود حاليا في مدفن خ. غارسيا لوبيز بحي بيدريغال جنوب مكسيكو. واشار القائمون على المدفن إلى ان "المراسم قد تمت"، من دون الخوض في التفاصيل، هذا وقد اشار السفير الكولومبي الى ان عائلة الكاتب الكولومبي المقيم في المكسيك منذ ستينيات القرن الماضي لم تقرر ما اذا كان سيتم تقسيم رماد غارسيا ماركيز بين المكسيك وكولومبيا ام انه سيوضع في مكان واحد، وقال للصحافيين بعد زيارته ارملة الكاتب الراحل مرسيدس بارشا "لديهم الرماد انهم في طور اتخاذ قرار بشأن ما اذا كانوا سيرسلونه الى كولومبيا ام سيرسلون جزءا منه".

وأصاب الحزن، اول امس عالم الأدب وملايين القراء حول العالم على فقد الروائي الكولومبي الشهير، غابريال غارسيا ماركيز، حيث جاء في بيان مقتضب للأسرة أن جثمان حائز نوبل للأدب عام 1982 سيحرق في مراسم خاصة دون أن يحدد التاريخ، حيث ولحد الساعة لم تعلن أسباب وفاة الروائي الكبير رسميا. وقال خاييم أبيلو، مدير مؤسسة الصحافة الأيبيرية الأميركية الجديدة، التي أسسها وترأسها ماركيز، إن "الأطباء سيعلنون ذلك في وقت لاحق"، وكان ماركيز تحت الرقابة الطبية في منزله منذ 8 أفريل عندما غادر المستشفى بعد ثمانية أيام لإصابته بالتهاب رئوي، وذكرت صحيفة "ايل يونيفرسال" مطلع الأسبوع، استنادا إلى "مصادر موثوق بها"، أن الكاتب الكولومبي عانى من تجدد سرطان الغدد الليمفوية الذي أصيب به قبل 15 سنة، وأمام منزل الكاتب في حي "دي بيدريغال الراقي، جنوب مكسيكو، لم يشاهد صباح الجمعة أي زائر يدخل إلى المنزل الذي تمركزت أمامه دورية للشرطة، حيث كانت الأسرة قد استقبلت خلال الليل بضعة كتاب مكسيكيين مثل هكتور اغيلار كامين، وانخيليس ماستريتا، وخافيير فيلاسكو، إضافة إلى عدد من الأقارب والأصدقاء، كما قررت أرملة غارسيا ماركيز، مرسيدس بارشا، ونجلاه رودريغو وغونزالو، عدم إقامة أي شعائر حداد في المنزل الذي نقل إليه الجثمان الخميس بمواكبة فرقة من الشرطة، اما في كولومبيا، فقد أعلن الحداد الوطني لثلاثة أيام، واحتفل الشعب بالجمعة العظيمة بإقامة الصلاوات والتراتيل وقلوبهم متجهة إلى الروائي الراحل، وكان الرئيس الكولومبي، خوان مانويل سانتوس، قد عرض على أسرة ماركيز كل الدعم اللازم لإقامة مراسم تأبين وتكريم "لأعظم كولومبي في التاريخ"، كما تستعد المكسيك، البلد الذي عاش فيه غارسيا ماركيز منذ ستينيات القرن الماضي، لإقامة مراسم تأبين وطنية يوم غد في قصر الفنون الجميلة في العاصمة، نتيجة لمكانته الكبيرة على الساحة الثقافية العالمية وما أثاره رحيله فهو الذي يعد من أعظم أدباء اللغة الإسبانية، حيث لاقت عائلته سيلا من برقيات العزاء والحزن من عالم الأدب وعالم السياسة ومعجبيه في جميع أنحاء العالم من الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الأديب البيروفي ماريو فارغاس ليوسا حائز نوبل للأدب، كما انضم الرئيس الكوبي راوول كاسترو، اول امس ايضا إلى باقي رؤساء المنطقة في تأبين ماركيز، مؤكدا أن "الكوبيين فقدوا صديقا كبيرا محبا ومخلصا"، وأضاف راوول كاسترو، الذي كان شقيقه فيدل صديقا مقربا للروائي الراحل أن "أعمال أمثاله من الرجال لا تموت"، ومن أوروبا بعث رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي، برقية يعبر فيها باسم بلاده عن مشاعره الصادقة وإعجابه بالكاتب الأكثر عالمية في مسيرة أدب اللغة الإسبانية في القرن العشرين، في حين أشاد الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند بعملاق الأدب الذي أعطى إشعاعا عالميا لخيال قارة كاملة، كما أشاد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين بصديق حميم لروسيا، وكاتب ومفكر عظيم ظل وفيا حتى النهاية لقيم الإنسانية والعدالة.

ليلى.ع

من نفس القسم الثقافي