الثقافي

"آسيا جبار أول من أسس لمسار الإخراج السينمائي النسوي بالجزائر"

الناقد السينمائي والإعلامي السوري محمد عبيدو:

 

نوه الناقد السينمائي الاعلامي محمد عبيدو بما تقوم به الروائية اسيا جبار من تأسيس لمسار الاخراج السينمائي النسوي بالجزائر، حيث اعتبرها اول من قام بذلك ومن فتح الباب واسعا امام النساء الجزائريات لولوج هذا العالم في الوقت الذي كان فيه ظهور المراة وبروزها في مثل هذه المجالات شبه مستحيل.

ويرى محمد عبيدو ان فيلم 'نوبة نساء جبل شنوة ' الوثائقي للروائية والمخرجة آسيا جبار يعد منعرجا خاصا شكل انفرادا متميزا في العلاقة بين الروائي والسينمائي في الجزائر كون آسيا جبار هي في الأساس كاتبة وجامعية خاضت هذه التجربة الوثائقية والتسجيلية انطلاقا من المعايشة الشخصية للكاتبة والرصيد الشعري الكامن لدى نساء الجزائر وبالخصوص في جبل شنوة المدينة القريبة من ولاية تيبازة، وهنا نشأت علاقة حميمة بين نساء جبل شنوة ورؤية مخرجة تحمل في داخلها حسا نسائيا متقدما أرادت أن تكثفه في عمل قريب وواقعي، فالتجربة الثقافية لآسيا جبار في نظر "محمد عبيدو" تأسيسية على أكثر من مستوى، بحيث استكملت طريق الكتابة النسوية وجعلت منها محفلاً ثقافياً قائماً بذاته، لتنطلق من ثم تجارب نسوة أخريات أخذت من وضعها المعيش مواضيع لأفلامها السينمائية سواء في الداخل أو في المهجر، كصفية قطو، وفاطمة غالير ومالكة المقدم وغيرهن ممن سارت على المسار المنفتح الذي اختطته آسيا جبار، في اهتمامها بقضايا التاريخ وقوة طرحها للهوامش النسوية واستمرار الأسئلة القلقة التي تطرحها على عوالم المجتمع والثقافة، معتبرا أن انطلاقة آسيا جبار فتحت أمام النساء الجزائريات باب السينما في وقت كانت فيه الصورة، تستعصي على التناول النسائي، كما اكد محمد عبيدو بأن تجربة جبار خلال نزوله ضيفا على مكتبة ديدوش مراد بمداخلة حول موضوع "تجربة الإخراج السينمائي النسوي بالجزائر" سمحت اليوم للسينمائيات الجزائريات، من أمثال يمينة شويخ ويمينة بنغيغي ورشيدة كريم ومليكة طنفيش أن يفتخرن بكون رائدتهن في هذا المجال كانت امرأة مثقفة وكاتبة وأديبة من طراز آسيا جبار، التي تولدت عن تجربتها الإخراجية خطوات أخرى، حاولن اليوم بكل جرأة طرح مواضعهن الخاصة، مستدلا في سياق كلامه بالمخرجة حفصة زينات قوديل في فيلمها "الشيطان امرأة" 1993 التي ناقشت فيه قضية انضمام الشباب للجماعات المتطرفة وقضية الجهل وعلاقة المرأة به من خلال الأب الذي يذهب للمشعوذين لأنه يعتقد أن رفض زوجته ارتداء الحجاب سببه أنها شيطانة، فيما اعتبر الناقد السينمائي محمد عبيدو فيلم "إن شاء الله الأحد" المنتج سنة 2011 من طرف المخرجة الجزائرية يمينة بن غيغي محاولة في السينما المغاربية لمعالجة موضوع المرأة من حيث أزمة الهوية والبحث عن الدور المستقل والقرار الحر، هذا ما أدرجه المتحدث في سينما المهاجرين، وبطريقتها الخاصة للتعبير عن المأساة التي عاشتها الجزائر في فترة التسعينيات –يضيف المتحدث- أن يمينة شويخ راحت تقدم عبر فيلمها "رشيدة" شهادة متميزة عن عنف الإرهاب وصراع المرأة الجزائرية ومقاومتها له، رغم تأخر الجزائر لاقتحام مجال الإخراج السينمائي – يقول محمد عبيدو - غير أن مثل هذه التجارب – يؤكد - تنبئ بتزايد اهتمام المرأة الجزائرية بهذا المجال وجرأتها لطرح مواضيع خاصة بها، لا يمكن لأحد مكانها أن يعبر عنها، مرجعا هذا التطور لانتشار الوعي ومساهمة وسائل الاتصال والتكنولوجيا الحديثة في تطوير مجال الإبداع والابتكار وتدعيم هذه التجارب التي بدأت – حسبه - تأخذ مكانها في العديد من المهرجانات، ويشار إلى أن الناقد السينمائي السوري محمد عبيدو الذي قدم محاضرة بعنوان "تجربة الاخراج السينمائي النسوي بالجزائر" المأخوذة من كتاب له قيد الطبع "التجربة النسوية الإخراجية بالوطن العربي" كأول كتاب في هذا الموضوع بالوطن العربي يوثق لهذه الحالة، يعد من المهتمين بشأن الفن السابع العالمي، له أعمال بالكتابة الصحفية والنقدية السينمائية منذ عام 1983، في مختلف الصحف، كما له العديد من الدراسات والمؤلفات الشعرية.

ليلى.ع

من نفس القسم الثقافي