الثقافي

الفيلم الأمريكي "نوح" بين مؤيد ومعارض تصل إيراداته إلى 17 مليون دولار

مصر توافق على عرضه وماليزيا تحظره

 

أثار الفيلم الامريكي "نوح" الذي لعب دور بطولته الممثل الشهير راسل كرو، ضجة عالمية واسعة على الساحة السينمائية مؤخرا، بعدما استهجنه المسلمون ومنع من العرض في العديد من البلدان الإسلامية باعتباره يجسد شخصية نبي من أنبياء الله، الذين لا يجوز تصوير شخصياتهم سينمائيا.

وفي خضم هذه الضجة خرجت الرقابة المصرية اول امس بقرار غير متوقع بعدما اعلنت عن موافقتها الرسمية القاضية بالتصريح بعرض فيلم "نوح" في نهاية الشهر الجاري، بعدما كان الازهر قد اعترض قطعا عن عرض الفيلم بسبب تجسيده لنبي الله نوح عليه السلام، حيث تعتزم الرقابة وضع تنويه على شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" للفيلم كما حدث في لبنان، للإشارة الى ان القصة ليست مستوحاة من كتب سماوية وهي رؤية فنية لصناع العمل فقط، كما من المتوقع عرض الفيلم في دور السينما خلال الاسبوع الاخير من الشهر الجاري وذلك رغم نفي الشركة الموزعة للفيلم علمها بقرار الرقابة حتى الآن، وجاء هذا القرار في الوقت الذي قامت فيه السلطات الماليزية بحظر عرضه، حيث منعت وزارة الرقابة والتفتيش في ماليزيا تأجير فيلم هوليوود الذي يحمل عنوان "نوح" والذي هو من اخراج دارين أرونوفسكي، حسب ما ذكرته صحيفة "ستار" المحلية، ووفقا للتقاليد الإسلامية في ماليزيا التي يعيش فيها 60% من المسلمين يمنع منعا باتا تجسيد الأنبياء والرسل المذكورين في الكتاب المقدس، وقال رئيس ادارة الرقابة على الأفلام الماليزية عبد الحليم حامد بأن الفيلم يتنافى مع أحد التعليمات التي تمنع ظهور وجه نبي على الشاشة، ولنفس السبب تم منع تداول فيلم أرونوفسكي في دولة الإمارات العربية المتحدة وإندونيسيا وقطر والبحرين. ويمكن أن تنضم الى هذه الدول كل من الكويت والأردن، في حين قام البابا فرانسيس بمباركة هذا العمل السينمائي بعد التقائه مع ممثلي الادوار الرئيسية فيه، وكان الفيلم قد حقق إيرادات وصلت إلى 17 مليون دولار، خلال أسبوع عرضه الثاني بدور عرض السينما الأمريكية، بعد أن سجل 44 مليون دولار في عرض الافتتاح قبل أيام، ومن جهة اخرى قام مخرج الفيلم أرونوفسكي بالرد على الانتقادات التي صاحبت النجاح الذي لقيه الفيلم مؤخرا والذي تمثل في الاقبال الكبير على صالات العرض الاولى له في امريكا، والقائلة بأن الفيلم صور النبي نوح كمخبول بيئي، اشار أرونوفسكي في مقابلة على شبكة "سي ان ان" بأن ما جاء في الفيلم موجود في كتاب الانجيل، مضيفا بأن هذا موجود في سفر التكوين، حيث يقوم نوح في البداية بإنقاذ الحيوانات، فهو ليس هناك ليقوم بإنقاذ أطفال أبرياء، بل ينقذ الحيوانات والمخلوقات، وتابع بأن في سفر التكوين 15-2 أول ما يقوله الرب لآدم هو القيام بالحفاظ على الحديقة، وذلك كان واضحا بالنسبة لنا بأن هناك رسالة بيئية، وحول سؤال عن مواكبة هذا الفيلم للأحداث الحالية والجدالات البيئية، قال ارونوفسكي "بأن القصة تعتبر تحذيرية حيث إن كنت شريرا وملأت العالم بالشر، فسيتم معاقبتك، وبالنظر إلى الوضع الحالي وحقيقة أنه هنا اليوم وبظهور تقرير الأمم المتحدة هذا أمر هائل، وبالفعل مستوى المياه يرتفع، نحن نعيش الفرصة الثانية التي تم منحت لنوح"، مضيفا بأن الأمر لا يتعلق بالتغير المناخي فقط حيث أننا ندمر كل الثدييات الكبيرة وكل الغابات إلى جانب المياه والأسماك نحن ندمر كل شيء والناس يتناولون موضوع انتهاء الزمان، الحقيقة أن هيمنة الإنسان على الكرة الأرضية واضحة وجلية في الوقت الحالي.

ليلى عمران

من نفس القسم الثقافي