الثقافي
سينمائيون وأكاديميون يناقشون العلاقة بين حقوق الإنسان وصناعة الأفلام
ضمن فعاليات مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 05 أفريل 2014
ناقش سينمائيون وأكاديميون العلاقة بين حقوق الانسان وصناعة الافلام في ندوة دولية عقدت اول امس، ضمن فعاليات مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الابيض المتوسط، التي شارك فيها الباحث والأكاديمي الجزائري محمد بن صالح، قائلا بان السينما بوصفها تغوص في دواخل الذات الانسانية غدت وسيطا مؤهلا لإبراز الحقوق وترسيخ الوعي في المجتمع ولكن في نأي عن التلقين وفجاجة الدعاية.
واتفق المشاركون على ان السينما وثيقة الصلة بحقوق الانسان وما يتفرع عنها من رؤى وافكار وجدل فلسفي، مشددين بذلك على تلازم حقوق الانسان والسينما في كفالة التعبير بلغة الصورة عما تعيشه اكثر من بيئة انسانية من وقائع وتحولات، وبينوا ان السينما ترنو دوما الى الحرية وإطلاق المخيلة ولكن بشرطها الابداعي الخاص، حيث استذكر الناقد والمفكر المغربي محمد نور الدين افاية محطات ومواقف في مسيرة السينما المغربية التي عالجت موضوعات حقوق الانسان برؤى واساليب متباينة وتوقف عند نماذج منها كفيلم "جوهرة بنت الحبس" لسعد الشرايبي ، بالإضافة الى تجارب العديد من المخرجين الشباب الجدد التي اعادت تصوير حقبة زمنية بألوان من الاشتغالات التي تبحث في احداث صعبة، مستعيدا بذلك مقولة للمفكرة الالمانية حنا ارندت "الحق ان تكون هناك حقوق" ليضيف لها السينما بحكم ما بدأت تفرضه من لغة جديدة على التواصل والمعرفة بين الثقافات ، مبينا ان الترفيه حق انساني ايضا مضت فيه السينما بخصوصية وهي تحتكم الى الابداع ، من جهته اوضح الباحث التونسي محمد الصردي ان السينما لم تعد حكرا على بيئة ثقافية دون غيرها فهي لغة العصر الجديد يمارسها الفقير والغني ولكنها في حاجة الى دعم ومساندة من هم غير قادرين على التعبير من خلالها ولفت الى التجارب التونسية التي واجهت سطوة الرقابة في حقبة قريبة والتي قلصت من الزخم الانتاجي ، فيما أشارت الباحثة السينمائية الاسبانية الى موضوعات السينما الاسبانية في اكثر من فترة ماضية وفيها توخى صناعها عدم الاصطدام بمنظومة من شروط الرقابة ابان فترة حكم الجنرال فرانكو قبل ان تنتقل اليوم الى فضاءات رحبة من الحرية، في الوقت الذي ركز فيه المخرج المغربي سعد الشرايبي على تجربته السينمائية في تبيان جوانب من الرقابة المتعددة التي تواجه المبدع والتي لا تحتكرها جهة واحدة وانما جهات انتاجية ومنظومة القيم الاجتماعية والثقافية .
ليلى.ع