الثقافي

مونودرام "آخر المترشحين" يعالج مهزلة الرئاسيات في الجزائر

خلال يومي الجمعة والسبت بالمسرح الوطني الجزائري

يحتضن المسرح الوطني الجزائري، غدا العرض الشرفي الأول لمونودرام "آخر المترشحين" للفنان الكوميدي الجزائري كمال بوعكاز وكاتب النص سعيد حمودي، والمخرج احمد العقون، وهو العمل المسرحي الذي عاد به الفنان الكوميدي كمال بوعكاز الى المسرح الوطني الجزائري بعد غياب طويل سببته ظروف جعلت منه من المغضوب عليهم هناك كما ادلى به في الندوة الصحفية التي نشطها صباح أمس، كما سيتم عرض المونودرام على مدار يومين متتاليين للجمهور الراغب في الحضور، مساء الجمعة والسبت القادمين.

ويجسد كمال بوعكاز في مونودرام "آخر المترشحين" قصة الشاب الجزائري عبد الله صابر الذي سئم تكاليف الحياة اليومية ومشاكلها والتي يعاني منها معظم شباب الجزائر من بطالة وضيق سكن وعزوبية، ليصور بعد ذلك التعب البادي على عبد الله من روتين وضع الملفات الادارية المطالبة بالمسكن والعمل والحياة الكريمة، لتلمع له فكرة الترشح للانتخابات البلدية او الولائية في الأفق مخيلة له بأنها ستخرجه من المشاكل التي يعيشها، اين عمل بعدها صابر على تجسيد الحلم على ارض الواقع ليجد نفسه متأخرا عن مواعيد هذه الانتخابات، مما دفعه الى التفكير في الترشح الى ما هو ارقى واسمى وهي الانتخابات الرئاسية، ليسرح بخياله بعيدا وكأن طلب ترشحه قد قبل من طرف المجلس الدستوري، حيث يقوم بعدها عبد الله صابر بتسطير برنامجه الانتخابي والشروع في حملته الانخابية، ومن خلال تدرج الاحداث يجد صابر نفسه امام مسؤولية كبيرة وليست بالهينة، ليعود بعدها عبد الله الى جادة صوابه ويتراجع عن الفكرة، اين ينتهي العرض المسرحي الذي يدوم لقرابة ساعة و20 دقيقة، حسب ما صرح به بوعكاز والقائمون على المونودرام، وترجع فكرة هذا العمل المسرحي الى الممثل كمال بوعكاز بعد ان ألهمه ترشح العديد من الاشخاص الذين لا يمتون بأي صلة الى السياسة -منهم احد جيرانه-، ليقوم بعدها بوعكاز بعرضها على الكاتب المسرحي سعيد حمودي منذ قرابة 3 سنوات، حيث حولها هذا الاخير الى نص مسرحي تحت عنوان "آخر المترشحين" سنة 2011، تمحور موضوعه في حالة الانتظار والوجودية المرضية او العبثية التي قد يسقط فيها الانسان في صراعه مع الحياة من بحث عن العمل، المسكن والكثير من الاشياء التي تكفل له الحياة الكريمة، قائلا بأن عرضه في هاته الفترة المحددة جاء في ظل الظروف السياسية والاجتماعية التي تعيشها الجزائر من تخوف وتوجس من المستقبل القريب الذي ستعرفه بعد انتخابات 17 افريل الجاري، مضيفا بأن النص لم يأت كاستنطاق للحالة السياسية في الجزائر في هذه الآونة على اعتبار انه كتب منذ عامين ماضيين لكنهم ارتأوا عرضه هذه الايام ليتزامن مع الحملة الانتخابية الرئاسية، ليضيف كمال بوعكاز من جهته بأن هذا المونودرام يجسد الافكار التي تدور في الشارع الجزائري في هذه الفترة من خوف وقلق وكذا تعليقات، في النص الذي سيلقيه هذا الاخير باللغة الدارجة الجزائرية، مع اشارات وإيحاءات سياسية بطريقة كاريكاتورية طريفة.

ليلى عمران

/

 

من نفس القسم الثقافي