الثقافي

الفيلم الوثائقي "عبد القادر" يعرض بسينيماتيك العاصمة وتيزي وزو

لمخرجه سالم براهيمي

 

تنظم الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي العرض الوطني للفيلم الوثائقي "عبد القادر" بالتعاون مع المركز الوطني للسينيما والمؤسسة الوطنية للتلفزيون، مواصلة مهمة الاعلان والترويج للسينيما الجزائرية وذلك بتقديم آخر انتاجاتها للجمهور، حيث سيتم عرض الفيلم بسينيماتيك الجزائر وتيزي وزو ابتداء من 19 إلى غاية 30 أفريل.

هذا الفيلم الوثائقي من انتاج الوكالة الوطنية للاشعاع الثقافي بدعم من وزارة الثقافة –صندوق ترقية الفنون والتقنيات السينيمائية وبدعم تلمسان عاصمة الثقافة الاسلامية 2011، والذي يروي حياة الأمير عبد القادر ومساره التاريخي، من القطنة إلى معسكر، المبايعة، تأسيس الدولة الجزائرية الحديثة، محاربة الاستعمار الفرنسي، النفي وغيرها من المحطات التي عالجها المخرج سالم براهيمي في فيلمه الوثائقي "عبد القادر".

لا يمكن لأحد أن ينكر التقنية العالية التي اعتمدها المخرج سالم ابراهيمي في اخراج هذا العمل الوثائقي الكبير، حيث اعتمد المخرج على تقنيات عالية الجودة في الاخراج خصوصا وتعاونه مع طاقم عمل أجنبي

يظهر المخرج سالم ابراهيمي حرفيّة سينمائيةً عالية، تجلّت خاصّةً في الناحية البصرية للفيلم، حتّى وإن اقترب من الوثائقي التلفزيوني بسبب إفراطه في عرض شهادات المؤرّخين والباحثين، على حساب المشاهد التمثيلية والمشاهد الخارجية. لكن الفيلم استعاض عن المشاهد التمثيلية برسوم متحرّكة على قدر عال من الجودة الفنية، لعلّ ذلك كان الحلّ الأنسب للتعامل مع تلك الحقبة الزمنية، التي صال فيها الأمير عبد القادر شرقًا وغربًا، من معسكر إلى تلمسان إلى فرنسا إلى تركيا إلى سوريا إلى مكّة المكرّمة.. وإلى جنيف التي سبقها بفلسفته حول حقوق الأسرى وإلى الولايات المتّحدة التي لم يبلغها، لكن قيمه بلغتها فأسمت مدنها وشوارعها «القادر» و«معسكر». 

اعتمد الفيلم معلومات جاهزة روت سيرةً واحدة على ألسنة متعدّدة، وتجنّب إثارة الأسئلة حول المناطق الرمادية والمثيرة للجدل في مسيرة الأمير عبد القادر، فالخيار كان واضحًا منذ البداية، والظاهر أن المخرج اراد إبراز القيم الإنسانية والبعد العالمي في شخصية الأمير، دون الغوص وإثارة بعض الاسئلة التي اثيرت حولها أكثر من علامة استفهام حول حياة الامير وكانت محل نقاش ملتقيات حول حياة الامير خصوصا علاقته بالملك نابوليون بونابرت الذي منحه حريته وتم استقباله في القصر الملكي بفرنسا والمعاملة التي كان يحظى بها والزيارات التي كانت تأتيه في منفاه بأحد القصور الملكية الفرنسية. سالم ابراهيمي ركز على البعد الانساني للأمير، وخدماته الكبيرة لإصلاح ذات البين خاصة وقوفه إلى جانب المسيحيين المضطهدين في سوريا هذا الأمر جعل مكانته تسمو أكثر إلى أن أصبح يضرب به المثل في التصوف والزهد والفلسفة والشعر. إيمان.خ

من نفس القسم الثقافي