محلي

مدارس مجهزة بكل الإمكانات وأخرى تفتقد للتدفئة

تلمسان

 

 يعتبر قطاع التربية من بين القطاعات التي تحظى بالاهتمام على أعلى السلطات العمومية ببلادنا، بالنظر لما يشكله من دور هام في رسم أجيال يقال إنها ستأخذ المشعل لقيادة البلاد مستقبلا في كافة المجالات. ودخل هذا القطاع الذي ما زال يستنزف مبالغ ضخمة من الميزانية العمومية مراحل هامة من الإصلاحات، إلا أن هذه الأخيرة ما زالت تسير بخطى، تعددت وتنوعت بشأنها الأحكام رغم أن معالمها لم تتضح بعد ونتائجها لا يمكن حصرها بمجرد تحقيق نجاحات ظرفية، وتعتبر ولاية تلمسان كباقي جهات الوطن معنية بكل هذه التغيرات منها الايجابية وحتى السلبية.

 وما يثير الذهول في المؤسسات التربوية بولاية تلمسان في المستويات الثلاثة تلك المفارقات الغريبة ووضعيتها، حيث تتوفر البعض منها عن تجهيزات وإمكانات ضخمة قد يكاد يصور لزائرها أنه في مؤسسة نموذجية أو حتى في دولة خارج الوطن بفضل من توفره من هياكل وفي كل الأحوال، كل هذه المرافق هي تدخل ضمن المنظومة التربوية كتجهيزات ضرورية كقاعات للعلاج مع توفير طبيب وهو أمر هام وفضاءات للانترنت ومكتبات للمطالعة وحجرات مقاعد بها تدفئة وساحات للاستراحة وفضاءات رياضية، وظروف أخرى مناسبة للدراسة وإدارة منظمة هي الأخرى، وقد تقتصر هذه المعطيات والخصوصيات فقط على تلك المؤسسات الموجودة في قلب مدينة تلمسان وتلك التي توصف بالعتيقة التي لها تاريخ حافل وأنجبت شخصيات صنعت لنفسها مجدا وتاريخا وحتى في كبريات المدن الأخرى كالرمشي ومغنية وندرومة، وأما الزائر لمؤسسات أخرى مماثلة وفي نفس المستوى والتي من المفترض أن تكون بنفس المعايير ببلديات تسمى بالمصطلحات نائية ومعزولة وحتى مقصية إلى حد ما، فان مثل هذه المؤسسات لا تتوفر على جزء يسير من سابقاتها، وليس هذا فحسب بل إنها تفتقد حتى إلى تلك الشروط التي لها الأولوية والتي يلزم أن تتوفر خاصة التدفئة منها والنماذج من هذه المؤسسات كثيرة ومتعددة.

برامج الترقيع لم تغير من الأمر شيئا 

رغم كل الاجتهادات التي تقوم بها المديرية الوصية، خلال المرحلة التي تفصل بين كل موسمين دراسيين والتي تتزامن مع العطلة السنوية الصيفية التي تمتد لعدة أشهر، أين تعتمد مبالغ ضخمة لترميمها وإعادة الاعتبار لها وتجهيزها وفق الأولويات، فتستفيد البعض منها من إعتمادات معتبرة وأخرى ببضعة دنانير وكل حسب تواجدها، وغالبا ما تكون هذه العمليات تتعلق بانجاز مطاعم مدرسية وضمان إعادة الاعتبار إلى نصف الداخليات وانجاز البعض الآخر منها والتي أصبحت ضمن الأولويات في الفترة الحالية، بعدما سجلت الجهة الوصية تزايدا معتبرا للتسرب المدرسي نتيجة عدم استطاعة والتلاميذ مقاومة التنقل عدة مرات من أماكن إقامتهم إلى المدرسة على مسافات تصل إلى كيلومترات عدة يوميا، خاصة في الفترات الشديدة البرودة وهو موسم يدق أبوابه لا سيما في المناطق القروية، لا سيما لفئة الفتيات اللائي لا يستطعن ذلك بسبب إكراهات اجتماعية وأخرى مادية وحتى العادات والتقاليد، أين تضطرن للتوقف بمجرد وصولهن إلى الطور المتوسط لذات الأسباب. وتكشف إحصائيات رسمية أن 40 من المائة من تلاميذ الطور المتوسط يقطنون بالأرياف والمداشر والتجمعات السكانية المعزولة. وفي سياق آخر ستشمل أيضا برامج التأهيل عمليات ترميم أخرى متباينة كالطلاء وتصليح الإنارة، وبشكل أساسي التدفئة داخل الحجرات إلى جانب تهيئة دورات المياه والفناء وإصلاح الأبواب والنوافذ منها الحديدية وأيضا الخشبية، والهدف من برنامج التأهيل هذا لجعلها منسجمة والمعايير المعمول بها وكذا تستجيب لراحة التلاميذ.

انجاز وترميم مؤسسة تربوية منها 3 متوسطات جديدة

 وفي سياق مرتبط بذلك فإن العديد من المؤسسات التربوية المنتشرة عبر تراب الولاية والتي كان من المنتظر أن تستلم مع بداية الدخول المدرسي لم تنته بها الأشغال، رغم أن الموعد كان حينها قد حان وهو ما أثار في تلك الفترة استياء أولياء التلاميذ أيضا وتم استلامها متأخرا إلى حد كبير، خاصة تلك التي يتم بناؤها حديثا. وفي هذا الشأن أحصت ذات المصالح برنامج انجاز عشرات المؤسسات التربوية من بينها 32 متوسطة خلال الفترة الحالية، ليصل بذلك إجمالي المتوسطات عبر تراب الولاية إلى 174 متوسطة ويهدف ذلك إلى تحقيق معدل 25 تلميذا في القسم الواحد مثلما جاء في التعليمة الوزارية والتي هي نتيجة أهداف الإصلاحات التربوية، ومع ذلك يصل العدد الكلي من المؤسسات التربوية في أطواره الثلاثة بتلمسان إلى 475 مؤسسة موزعة هي الأخرى بشكل غير منتظم ومتباين عبر بلديات الولاية 53، لأسباب موضوعية وأخرى غير مقنعة يصفها سكان الولاية بالتمييزية من منطقة لأخرى. وإلى جانب ذلك هياكل من التي تم ترميمها ضمن هذا البرنامج السنوي مثلما هو الشأن بمنطقة عين يوسف التي استفادت من غلاف مالي بقيمة مليار و200 سنتيم لترميم مؤسساتها الابتدائية، وهو ما يترك قلقا وغضبا لدى أولياء التلاميذ بعد ما كانوا يأملون في رؤية أبناءهم وهم يتوجهون إلى مقاعد الدراسة بمؤسسة تربوية قريبة من مقر سكناهم على عكس السنوات الأخرى.. ومع تكرر هذا الإشكال سنويا تطمئن الجهات المسؤولة التلاميذ بأن فتح المؤسسة لم يتم إلا بعد انتهاء الأشغال وجعل الهيكل التربوي مناسبا للتلاميذ لاستقبالهم في ظروف لائقة وحسنة وآمنة أيضا كما هو معتاد عليه ومن ثم تفادي الإجراءات الارتجالية والسريعة والتي قد تتسبب في مشاكل تضر بالقطاع وأيضا بسلامة التلاميذ خاصة أن المديرية تحرص باستمرار على استلام هذه المنشآت بعد التأكد من أنها آمنة من كل عيوب في الانجاز لمزاولة الدراسة وهو عامل يساهم في التسرب المدرسي ومع ذلك ينتظر أن يتم استلام مع الدخول المدرسي ثانويتين جديدتين إحداهما ببلدية الزوية الحدودية، إضافة إلى ثلاثة متوسطات بكل من منطقة لعوج بإقليم بلدية سبدو وكذا متوسطة أخرى بالبويهي وأخرى بحي بندامو بمغنية، ناهيك عن عدد من الابتدائيات الجديدة.

التأطير والنتائج هاجس القطاع

ما يؤكد حجم أهمية القطاع أيضا أن عدد التلاميذ في المستويات الثلاثة المسيرة من طرف الوزارة الوصية أنه قد وصل خلال الموسم الدراسي الجاري العدد الإجمالي إلى 250 ألف تلميذ وتلميذة محققا رقما قياسيا وهو ما يمثل ربع سكان الولاية تقريبا موزعين على الأطوار التعليمية الثلاثة مسجلا ارتفاع طفيف عن ما تم إحصاؤه وتسجيله خلال الموسم الدراسي للعام المنصرم موزعين وبأعداد متباينة على الأطوار الثلاثة حيث شهد الطور الابتدائي تواجد النسبة الأكبر والذي سجل أكثر من 109 آلاف تلميذ وتلميذة فيما كان الطور المتوسط قد سجل ما يقارب 70 ألف تلميذ وتلميذة إلى جانب قرابة 40 ألف تلميذ وتلميذة في الطور التعليمي الثانوي. ومن جانب آخر والذي له علاقة بالمجال وفي إطار الاهتمام بتطبيق برامج الإصلاحات المستحدثة في القطاع منذ سنوات، فإن مديرية التربية بالولاية كشفت أيضا على أن عدد الأطفال الذين التحقوا لأول مرة بالمدارس ويعني ذلك المرحلة التحضيرية تواجد 10 آلاف متمدرس وهو رقم قياسي أيضا يسجل ارتفاعا من سنة لأخرى. وفي سياق آخر يتعلق أساسا بالجانب الاجتماعي اتخذت ذات المصالح عدة تدابير، من أجل التكفل بالفئات المعوزة، حيث رصدت مديرية التربية غلافا ماليا يقدر بـ 21 مليار و420 مليون لتغطية نفقات منحة التمدرس والمقدرة بثلاثة آلاف دينار للتلميذ، والتي حددت قائمتها النهائية بعد دراسة كل الملفات حيث سيستفيد 71114 تلميذ من المنحة المدرسية التي ستسلم في الأيام الأولى من الدخول المدرسي لتسهيل مهمة اقتناء اللوازم المدرسية للفئات المعوزة ولذوي الحقوق من المعوقين وأبناء الأرامل، وذلك بزيادة وصلت إلى 1400 تلميذ مقارنة بالموسم الدراسي المنصرم، من ناحية أخرى سيستفيد 111294 تلميذ من المعوزين وأبناء موظفي القطاع وتلاميذ الحضانة والسنة الأولى من الكتاب المدرسي مجانا ويضاف إلى ذلك أيضا ضمان ما لا يقل عن 93 ألف وجبة غذائية للتلاميذ يوميا وهي الأخرى بمثابة إجراء يخص الفئات الهشة من المجتمع وبشكل خاص سكان الأرياف والمداشر والمناطق النائية.

مناصب مالية لتوظيف أساتذة وإداريين

 كانت مديرية التربية لولاية تلمسان وكعادتها مع كل موسم دراسي قد استفادت من عدد معتبر من المناصب المالية الجديدة في التعليم، وشكل هذا الموسم سابقة من نوعها لم تحدث من قبل من حيث عدد المناصب التي تم توفيرها. وفي ذات الإطار فتحت مسابقات لأجل ذلك وخلال شهر جويلية الماضي والتي تقدم للترشح لها ما لا يقل عن 8000 آلاف مترشح ومترشحة، من مختلف الأعمار وهناك أشخاص من تجاوزت أعمارهم 45 عاما وحتى 50 سنة وجدوا أنفسهم في منافسة على مناصب من شباب بأعمار أبنائهم ومتخرجون جدد من الجامعات ومختلف المعاهد من أجل توظيف أكثر من 1000  معلم وأستاذ في الأطوار الثلاثة الابتدائي والثانوي والمتوسط وأكدت حينها ذات المصالح أيضا أنه وبمقتضى البلاغ الأول الذي توصلت به من الوزارة الوصية فإن التعليم الابتدائي نال حصة الأسد من هذه المناصب المالية في عدة اختصاصات، لا سيما للغة العربية هذه الأخيرة التي لم يسبق وأن تم تخصيص لها هذا العدد الكبير من المناصب وعدد آخر في منصب معلم في اللغة الفرنسية فيما استفاد التعليم الثانوي حينها بمقتضى البلاغ الثاني في نفس البرنامج من منصب موزعة على عدة اختصاصات منها الرياضيات والفيزياء والعلوم الطبيعية والعلوم الإسلامية وكذا التاريخ والجغرافيا والفرنسية والانجليزية واستقبلت ذات المصالح مئات الملفات للمترشحين التي حددت لها آجال 15 يوما قبل إجراء مسابقات التوظيف والتي اشترطت أن يثبت إيداع المترشحين لملفاتهم بوصل إيداع وألزمت المديرية حينها حضور المعنيين بالأمر بأنفسهم لإيداع الملفات لتفادي أي لبس قبل أن تنظم المسابقة التي أسفرت عن حيازة النساء على النسبة الأكبر من مناصب، ولا يقتصر الأمر عند الجانب المتعلق بالتدريس بل تم توظيف أيضا عشرات الإداريين في مختلف المؤسسات وترقية آخرين إلى جانب عمال في مختلف الرتب وذلك لضمان سير ونشاط فعلي لكامل هذه المؤسسات التربوية المنتشرة عبر دوائر الولاية 20 مباشرة خلال الدخول المدرسي، حيث ينتظر توظيف 512 موظف جديد بالقطاع والذين وزعت عليهم محاضر تنصيب مؤقتة لمدة شهر صالحة من أول يوم من الدخول الدراسي، في انتظار دراسة الملفات من قبل مفتشية الوظيف العمومي وذلك من أجل ضمان دخول مدرسي دون نقائص، في حين أكدت ذات المصالح عن تحرير أكثر من 750 منصب قالت إنه سيتم توظيف أصحاب القائمة الاحتياطية مؤقتا في انتظار إتمام الملفات لاحقا وهي العملية التي تمت مباشرة عبر مراحل.

من نفس القسم محلي