الثقافي

"بغداد عاصمة الثقافة العربية".. الرهانات والمنجزات

المثقفون العراقيون اختلفوا في تقييم التظاهرة

 

تستعد العاصمة العراقية لاختتام فعاليات تظاهرة بغداد عاصمة للثقافة العربية بعد عام شهد عشرات التظاهرات الثقافية والفنية والمعارض بهذه المناسبة، لكن المثقفين العراقيين اختلفوا بخصوص تقييم التظاهرة والإضافة التي قدمتها للعراق في ظروفه الحالية، ومدى إحداثها تحولا نوعيا في الثقافة العراقية.

ففي حين يؤكد بعض المثقفين والفنانين أن التظاهرة أوجدت حراكا ثقافيا مهما في بعض المجالات الثقافية، وتصر الجهات الرسمية على نجاحها، يرى آخرون أن أموالا طائلة قد صرفت عليها دون أن تحقق أي إضافة للثقافة العراقية.

ويقول الروائي حميد الربيعي في حديث للجزيرة نت إن فعاليات مهرجان بغداد عاصمة للثقافة العربية لم تتمكن من إنقاذ الوضع الثقافي في العراق من الركود الذي يعيشه، بل كرست ابتعاد الثقافة الرسمية عن المثقفين وعن الشارع والحراك الثقافي.

 عبد الحكيم: أموال طائلة صرفت على التظاهرة دون تخطيط مسبق -إهدار للأموال-

وأوضح أن فكرة التظاهرة تقوم على إيصال المنجز الثقافي العربي إلى بغداد ونشر الإبداعات الثقافية العراقية عربيا، ولكن الذي حدث أن لا أحد من المثقفين العرب ازداد اطلاعا على الثقافة العراقية بالإضافة إلى أن المثقف العراقي الحقيقي مغيب عن الفعالية.

ولفت إلى أن معظم الفعاليات الثقافية ضمن التظاهرة أشرفت عليها وأدارتها مجموعة من الإداريين في سياق توجهات رسمية معينة، وهذا يعني أنها جاءت ضمن البروتوكولات الرسمية، ولم تكن عملية تلاقح بين ثقافات أو مثقفين. وأشار الربيعي إلى أن مؤسسة الدولة لا تمتلك إستراتيجية بخصوص الثقافة.

من جانبه قال الفنان التشكيلي فاضل عبد الحكيم في حديثه للجزيرة نت إن أموالا طائلة صرفت على فعاليات المهرجان دون تخطيط مسبق لمشاريع ومبادرات ثقافية مناسبة مما أدى إلى إهدار هذه الأموال.

وأضاف أن إقامة المعارض الفنية يحتاج إلى جهد كبير وتتدخل فيها العلاقات الشخصية، حيث أن بعض الفنانين المبتدئين ممن لم تنضج تجربتهم الفنية بعد أقيمت لهم معارض فنية، بينما تم إقصاء الفنانين الحقيقيين وأصحاب التجربة.

بدوره قال الفنان السينمائي بشير الماجد إن المهرجان لم ينقذ السينما من واقعها الحالي بالرغم من الإنتاج الكثيف الذي لم يعتمد فيه التخطيط السليم، مضيفا أن ملايين الدولارات صرفت لإنتاج أفلام صورت بكاميرا الديجتال، منتقدا إبعاد المخرجين الشباب الذين حققوا جوائز عالمية عن فعاليات هذا المهرجان.

مهند الدليمي: التظاهرة استفادت منها مختلف مجالات الثقافة والفن والأدب (الجزيرة)ميزانية ضخمة وإنجازات

من جهة أخرى، قال المخرج المسرحي عماد محمد في حديث للجزيرة نت إن مهرجان بغداد عاصمة للثقافة العربية حقق حراكا واضحا في الثقافة العراقية وخاصة فيما يتعلق بالمسرح والموسيقى، وأصبح فرصة مهمة للفنانين لاستثماره بإنتاج أعمال جيدة.

وأضاف أن مهرجان بغداد للمسرح العربي الأول كان الأهم وحقق نجاحا جيدا من خلال تواجد الفنانين العرب البارزين في بغداد في ظل الأوضاع التي يعيشها البلد. مبينا أن بغداد كانت تستحق أكثر بكثير من الذي قدم وخاصة أنها موطن الثقافة العربية حيث جاء حفل الافتتاح ضعيفا ولا يليق بهذه المناسبة الكبيرة في ظل الأموال الكبيرة التي صرفت.

وأوضح أن غياب الإستراتيجيات والتخطيط العلمي والفني هو ما جعل العشوائية والفوضى تتحكم بما قدم خلال هذه المناسبة، بالإضافة إلى المشكلة الأهم أن بعض الفنانين والمثقفين راحوا يهرولون وراء المنافع الشخصية.

بالمقابل قال وكيل وزارة الثقافة مهند الدليمي في حديثه للجزيرة نت إن مجلس الوزراء العراقي خصص ميزانية مالية لمهرجان بغداد عاصمة للثقافة العربية لعام 2013 بلغت 500 مليون دولار، واستفادت منها كافة الفروع الأدبية والفنية وأحدثت حراكا مهما، وولد جدية بالاستمرار في دعم قطاع الثقافة، مبينا أن وزارة الثقافة تجري الآن تطوير البنى التحتية للثقافة العراقية من خلال بناء دار أوبرا ومسارح.

وأضاف أن وزارة الثقافة أقامت خلال فعاليات المهرجان أكثر من 114 معرضا تشكيليا، ما انعكس بشكل إيجابي على الحركة الثقافية وبالخصوص التشكيلية وأدى إلى تناقل الأفكار بين جيلي الرواد والشباب.

وأكد الدليمي أن وزارة الثقافة طبعت خلال عام 2013 أكثر من 600 كتاب بواقع ألفي نسخة للعنوان الواحد، في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها العراق.

وأشار إلى أن حجم الخراب الثقافي في العراق بعد عام 2003 كان كبيرا، وأن أي جهد للتخلص منه لا تظهر نتائجه بسرعة، مؤكدا أن الخلافات السياسية التي شهدها البلد خلال الأربع سنوات الماضية انعكست على عمل وزارة الثقافة.

وكالات

من نفس القسم الثقافي