الثقافي

"الجزائر ، الزَينة، الفحلة اللي سّودوا لها سعدها"

أحلام مستغانمي تخرج عن صمتها وترد على سلال برسالة:

 

خرجت اول امس، الاديبة والروائية الجزائرية، احلام مستغانمي عن صمتها في ظل ما يحدث على الساحة السياسية في الجزائر وكل ما ينعكس عليه على الصعيدين الاجتماعي والإعلامي، برسالة كتبتها على صفحة جريدة "الخبر"، موجهة بها صفعة للوزير الاول المستقيل من منصبه مؤخرا ورئيس الحملة الانتخابية للرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة، عبد المالك سلال، حيث قصفته مستغانمي بالثقيل، بعد زلته الكلامية الاخيرة التي دفعت بالشاوية الى الخروج الى شوارع باتنة مطالبين برد الاعتبار لهم بعد ما وصفهم سلال بعبارة "الشاوية حاشا رزق ربي"، ونسبه للعبارة لسكان "قسنطينة".

وبدأت احلام رسالتها بعبارات "الجزائر الميمة، المغبونة، الزَينة، الحنينة، الفحلة اللي سّودوا لها سعدها"، معبرة من خلالها عن استيائها البالغ من الاحداث السياسية غير المطمئنة والمتسارعة التي تعرفها الجزائر قبيل الموعد الانتخابي المقرر في 17 افريل القادم، مشيرة بعبارة "سودولها سعدها" الى كل من يعيث في الارض فسادا بتصريحات لا تليق بمستوى شعب ابي كالشعب الجزائري، خصوصا مع تكتل الاوضاع على فوهة بركان، مشيرة اليها بقولها "ثمة من قطعوا نصف الطريق لإذلال شعب ما هدّه الاستعمار ولا الدمار ولا الإرهاب ويحتاجون لصمتنا لإكمال النصف الآخر"، ملمحة بعبارات "وثمّة من بزلّة لسان، جاهزون لتفتيت وطن شاسع شامخ، وتحويله إلى دويلات وأوطان، ومن ليضيفوا إلى رصيدهم الهزليّ نكتة، لا مانع لديهم من إشعال نار الفتنة، في وطن يُمسك فيه كل واحد بعود كبريت" الى العبارات التي تهجم بها عبد المالك سلال، مؤخرا على سكان منطقة الاوراس "الشاوية" بقوله" يقولون في قسنطينة الشاوية حاشا رزق ربي" وباعتبار ان الاديبة الجزائرية تنحدر من منطقة قسنطينة فقد عبرت عن استنكارها الشديد من ما نسبه سلال الى سكان قسنطينة المعروفين بالكرم وحسن الخلق، كما عبرت مستغانمي عن استنكارها الى ما آلت اليه الاوضاع في مدينة غرداية، وعجز الشعب الجزائري وعلى رأسه السلطات عن إخماد نار الفتنة، وإنقاذ ابناء غرداية "الطيبين المسالمين الذين من ارضهم خرج النشيد الوطني"، مضيفة احلام بأنها في رسالتها هذه لا تدافع عن غرداية او عن الشاوية فحسب "بل عن أمّنا العظيمة الجزائر التي خرجنا جميعنا من رحمها، الجزائر الميمة، المغبونة، الزَينة، الحنينة، الفحلة اللي سّودوا لها سعدها"، مشيرة في سياق كلامها الى الجهات والأشخاص الذين يسعون جاهدين الى تخريبها، على حساب مصالحهم الشخصية، قائلة مستغانمي "الجزائر التي تعيش ظلم أجيال وأزمة رجال، والتي أصبحت تُنجب لنا أجنّة بتشوّهات خلقيّة وأخلاقية، أناس لا يقتلوننا بالذخيرة الحيّة، بل بنخر الأمل كل يوم على مرأى منا، يوزّعون بدل كرامة الوطن الإكراميات والهبات، رجال جالسون فوق المبادئ، وفوق القانون، وفوق المحاسبة، جاهزون ليكبروا أن يقزّموا أمّة، ويصغّروا وطنا" ملمحة بذلك الى الاشخاص الذين يعملون بكل ما اوتوا من قوة الى البقاء على سدة الحكم، دائسين بذلك على القانون والدستور الجزائري والشعب الجزائري ككل، بتصرفاتهم المراهقة وتصريحاتهم المسيئة لأفراد هذا الشعب الذي لا يملك لا حول ولا قوة أمامهم، على غرار سب الوزير عمارة بن يونس لآباء الجزائريين ولعنهم مؤخرا، وتصريحات سلال الاخيرة التي مست منطقة الشاوية، وباعتبار الاديبة الجزائرية من جيل تخرّج من جامعات هواري بومدين، قالت احلام إن كنت أقول "لا" حين يقول آخرون "نعم"، و"بلى" حيث كان عليّ أن أصمت -مضيفة على لسان الشعب الجزائري الابي- حيث المادة الاولى كانت الأنفة والكرامة، بل هويّتنا وجوازنا الأخضر بين الأمم، لا نريد جزائر في ذمّة التاريخ، بل الدفاع عن تاريخ الجزائر الذي في ذمّتنا، ودم رجالها الذي في رقابنا"، كما لمحت في آخر الرسالة الى كل من يقف حجرة عثرة في طريق تطور وازدهار الجزائر بأكاذيبه ونفاقه السياسي قائلة "قد لا نملك ما تملكون من ترسانة الأكاذيب للردّ عليكم، لكن أيها السادة، دم الشهداء سيقف عند خروج الروح بينكم وبين الشهادة، لن تموتوا جزائريين ولا مطمئنين، سنطاردكم حتى في قبوركم، ونسألكم لماذا فعلتم بأمّنا كل هذا؟".

ليلى عمران

من نفس القسم الثقافي