الثقافي

تفاحة البربري لبن علي لونيس.. قراءات نقدية مفتوحة

 

 

يطرح كتاب "تفاحة البربري.. قراءات نقدية مفتوحة"، لمؤلفه الناقد الجزائري بن علي لونيس، الكثير من المسائل في الحياة الفكرية والأدبية العربية والجزائرية، والتي يؤرِّقه حلها. فيرى أن المفكِّر محمد أركون أراد أن يُخضع العقل/الخطاب الإسلامي، إلى أدوات تحليل أنثروبولوجية عبر استثمار المنجز العلمي المعاصر من علوم اللغة ومناهج النقد البنيوية والتفكيكية والسيميائية، لتفكيك البنية المعرفية لهذا النص..

ذلك ليس باعتباره مكوِّناً لاهوتياً مترفعاً عن التاريخ، فالمعرفة، الدينية ينبغي أن تُقرأ على ضوء تاريخيتها، أي باعتبارها إفرازاً مرحلياً للسؤال التاريخي الذي يعكس الحاجات الإنسانية المتجددة بقوة التحول التاريخي.

يشير لونيس إلى أنه لا يبدو الفكر الأرثوذوكسي على علاقة وطيدة بهذا المشروع الأركوني الذي أراد بقوة أن يتجاوز الرؤيا الضيقة للنص الديني، لغة ومنهجاً، من خلال تجريد هذه الفضاءات من طابعها المقدس، أو من خلال مساءلتها بهدوء وحذر. إذ كان أركون من خلال هذا الطرح، واعياً أن المنطقة التي يشتغل فيها هي من أصعب المناطق على الإطلاق لأنه من السهولة أن ينزلق المفكر..

ويجد نفسه في مواجهة العقل الأرثوذوكسي المتشبع بالمفاهيم المتعالية التي فقدت صلاحيتها. وفي سؤال عن ماذا يريد أدونيس من وراء خطابه، الذي وجَّهه إلى الرئيس السوري بشار الأسد، يرى الناقد بن علي لونيس، أن أدونيس لم يشذ عن القاعدة، مثله مثل أترابه من المثقفين والكتاب، أمثال جابر عصفور في مصر وإبراهيم الكوني في ليبيا. وهو ما يطرح من جديد سؤال: دور المثقف العربي- لا سيما الحداثي- في هذا الحراك الشعبي؟

وبالنظر إلى توقيت ردود أفعاله إزاء الوضع التاريخي، يجد اننا نصل إلى استنتاج بسيط لكنه يحمل دلالات عميقة، ما يعني أن المثقف العربي لم يعد قادراً على أداء دوره الثوري الملموس في إذكاء الوعي الثوري خارج أسيجة الخطابات. وبذا نرى أن أدونيس لم يحسم، من وراء خطابه، موقفه بدقة، بل بدا في عتبات نصه أقرب إلى المهادنة منه إلى الثورة على النظام. ألا يعني هذا في الأخير أن أدونيس، أو المثقف العربي عامة، حسب المؤلف، أيضاً هو جزء من المشكلة ؟

وفي دراسته للتجربة الكتابية عند الروائي الجزائري عبد الرزاق بو كبة، يجد أن المتعة تجربة دموية مرتبطة في اللاوعي الثقافي بفكرة الخطيئة، كنتيجة لانتهاك الجسد، وتفجير كموناته الغريزية.

ويعرض المؤلف، أو ينبش، في ذاكرة السرقات الأدبية دفاعاً عن د- حفناوي بعلي، الذي اتهمه الناقد المصري عبد الله السمطي، بسرقة كتابه النقدي "مدخل إلى النقد الثقافي المقارن".

 أنور محمد

عن البيان الإماراتية 

من نفس القسم الثقافي