الثقافي

"الرقص ما هو إلا طريقة للتعبير الروحي عن النفس والمشاعر"

الفنانة الجزائرية صباح بن زايدي:

 

أبدت الفنانة الجزائرية صباح بن زايدي، رغبتها في المشاركة في مهرجان جرش الاردني، مضيفة بأن الرقص ما هو الا طريقة للتعبير الروحي عن النفس والمشاعر، وهي فنانة جزائرية راقصة صقلية، هاجرت الى ايطاليا اواخر 1991 اين استقرت في «باليرمو» حيث فتحت اكاديمية الرقص الشرقي وشاركت في مهرجان فاس للمسرح عام 2012.

وفي حوار مع جريدة الدستور المصرية، سردت الفنانة الجزائرية مراحل حياتها اين شبت وترعرعت في جو رقيق ومليئ بالمشاعر الجميلة التي كانت تستنشقها من امها وجدتها اللتين كانتا مغرمتين بالرقص الشرقي، قائلة صباح انها شاركت في عدة مهرجانات دولية وعروض ثقافية وحصلت على جائزة الاستحقاق إضافة إلى مشاركتها بصفتها فنانة جزائرية في عدة برامج تلفزيونية لا سيما في حوض البحر الأبيض المتوسط، حيث اعربت عن أسفها الشديد لعدم مشاركتها في حفل في الجزائر، واضافت الفنانة انها أسست جمعية ثقافية تحت اسم «صباح» يتم من خلالها «تعليم اللغة العربية للإيطاليين» وتقديم دروس في الرقص لا سيما للبنات في صقليا، كما اشارت صباح إلى ان المهرجانات مهما كان نوعها ومهما كانت ميزاتها ومضامينها ترتكز على هدف واحد يكمن في التواصل الانساني، في تحقيق الانصهار والاستفادة من تجارب الغير، ومهرجان جرش بالنسبة لها كفنّانة يعدّ من أهمّ المهرجانات الرائدة بحكم كل المقاييس التي يتضمنها من حيث التنظيم، وأهمّ ما يحتضنه من تظاهرات، كما أنّه يتواجد ببلد تاريخي يجمع بين الحضارة والحداثة، مضيفة ان مهرجان جرش في بعده التنظيمي ، الفني والثقافي مهرجان يسجّل العديد من الامتيازات التي تحسب لصالحه ، وقد حقّق العديد من الأهداف والنتائج الايجابية التي تحسب لصالحه بحكم احتوائه لكلّ التجارب ، وفتح المجال للعديد من المواهب للتلاقي والانصهار والاستفادة من خبرات بعضهم البعض، وأمل كلّ فنان أن يطبع حضوره بهكذا مهرجان ، وأن يترك بصمته الفنية التي تعانق فضاء مسرح أثري يجمع بين كلّ الأرواح ، وهي شخصيا كفنانة أملها كبير في أن تطبع بصمتها الروحية بمهرجان جرش الرائد، فمسرحه روماني وبه سحر خاصّ، وباعتبار الرقص فنّا من الفنون الانسانية التي تعبّر عن الفرد بلغة الجسد والروح ، فإنّ المؤكّد والأمر الذي لا جدال فيه أنّ الرقص تعبير روحيّ بأتمّ معنى الكلمة يلامس العواطف ويشدّ انتباه الآخر وجعله يتجاوب هو الآخر كمتلقٍ روحيا ويسمو انسانيا بلغة الرقص، لغة الإنسان، كما اشارت الفنانة صباح الى ان الرقص بالنسبة لي كإنسانة لغة سامية، لغة الحرية والسلام ، وبالنسبة لها كفنانة هو ممارسة تتطلّب الجهد والصبر وضرورة الالمام بشتى المفاهيم والمقاييس ليكون الفنان محترفا في مجاله، مضيفة ان الرقص هو من اختارها ، لانها أحبت لغة الجسد منذ الطفولة ، وكان الرقص ولا يزال بالنسبة لها حرية منشودة ، وراحة نفسية فريدة من نوعها، تنقل للمتلقي كلّ الصور الجمالية والروحية ، قائلة "في سني التاسع كانت أول مرة أعتلي فيها الخشبة لأمارس الرقص بكل فرح وسعادة وكان ذلك بالمسرح الوطني الجزائري ضمن نشاط مدرسي ، حينها فقط أدركت أنّ الرقص هو مساري وغايتي ، وكان لابدّ حينها أن تتعزّز الثقة بنفسي ليكون حلمي الذي يجب أن أناله وأسعى الى الظفر به ، وتخصصي في مجال الفلسفة والأدب تربطه علاقة وطيدة جدا بمجال الرقص ، باعتبار الجسد الراقص هو بدوره فلسفة ناطقة تدفعك للاستفسار والبحث عن مكنونات هذا الراقص وما يحمله من عواطف سامية ليترجمها في شكل راقص".

وحول بداياتها قالت "أتممت دراستي بألمانيا، وبذلك البلد زرت كذا مدرسة للرقص وتعززت في ذهني الفكرة ، لأستقر بعدها بإيطاليا وأفتتح أكاديمية الرقص الخاصة بي وأؤسس فرقة «الكاهنة» للرقص الحديث ، وأنا مقيمة منذ 23 سنة بإيطاليا، وجبت العالم الأوربي كفنانة ومدربة رقص للعديد من الفرق بكل من اسبانيا ، ألمانيا ، فرنسا ، روما ، الأرجنتين والعديد من الدول ، مع المشاركة في العديد من المهرجانات العربية والدولية، لذلك ، تبقى تجربتي الفنية في مجال الرقص العام تجربة انسانية محضة ، أسعى من خلالها للترويج للرقص بشكل عامّ باعتباره لغة العالم ورسالة السلام والحرية المنشودة روحيا ، من خلال مجموعة من العروض المبدعة التي تنقل رسالة الانسان الى الضفة الأخرى بكل أمل وحبّ ولعل أهمّ عروضي "جزيرة الأحلام" الذي يحمل دلالات تعبيرية سامية تعزّز العلاقات الانسانية ، التاريخية والاجتماعية تحمل توهّجا على مستوى الجسد والروح .

ليلى.ع

من نفس القسم الثقافي