الثقافي
المقاومات الشعبية لولاية بسكرة تحت المجهر
في كتاب للباحث فوزي مصمودي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 08 مارس 2014
أطلق مؤخرا الكاتب والباحث فوزي مصمودي كتابه المعنون بـ"المقاومات الشعبية بمنطقة الزيبان... كرونولوجيا الأحداث" في طبعة اعتبرت الاولى وزعت على اربعين صفحة، حيث ضم الكتاب معلومات دقيقة ومختصرة لأهم المحطات الخاصة بأهم الثورات والمقاومات والانتفاضات الشعبية والمعارك التي وقعت بمنطقة الزيبان ببسكرة. وهو الكتاب الذي تم توزيعه بمناسبة انعقاد الملتقى الوطني الأول "المقاومات الشعبية بمنطقة الزيبان ... الزعاطشة 1849" بقاعة المحاضرات بالمتحف الجهوي للمجاهد للولاية السادسة التاريخية العقيد محمد شعباني ببسكرة، وضم الكتاب صقلا للأحداث ابتداء من 30 ديسمبر 1838 الذي يمثل تاريخ تعيين "بوعزيز بن قانة" شيخا للعرب على بسكرة من قبل المارشال الفرنسي "فالي" إلى غاية اندلاع ثورة التحرير المباركة ليلة أول نوفمبر 1954، في كرونولوجيا ضمت تاريخ احتلال بسكرة في 4 مارس 1844، انتصار مشونش في 15 مارس 1844 مقاومة الشيخ المختار الجلالي عام 1847 بأولاد جلال، ثورة الزعاطشة 1849 بليشانة، معركة سريانة 1849 بين عين الناقة وسيدي عقبة، ومقاومات الشيخ عبد الحفيظ الخنقي والشيخ الصادق بن الحاج بالزاب الشرقي، ثورة العامري 1876 الشهيرة بثورة لبّازيد، مركزا الكاتب في ذلك على دور خلفاء الأمير عبد القادر على الزيبان في المقاومة كفرحات بن سعيّد والحسن بن محمد بن عزوز ومحمد الصغير بن عبد الرحمن بن الحاج، معتمدا على العديد من المراجع ذات الصلة بتاريخ المقاومات الشعبية والحركة الوطنية، وقد حظي الكتاب بتقديم من والي ولاية بسكرة السيد مسعود جاري، الذي شدد على ضرورة اعتزاز جيل الاستقلال بالتضحيات الجسام التي قدمها من سبقهم منذ أن وطئت أقدام المستدمر الفرنسي أرض الجزائر، ومؤكدا على ضرورة ربط الصلة بين الأجيال لرسم درب مستقبل زاهر ومجتمع راقٍ يصبو إلى تحقيق آمال جيل ثورة نوفمبر الخالدة، ويحافظ على أمانة الشهداء، إضافة إلى تقديم ثانٍ من قبل رئيس المجلس الشعبي الولائي برّيش عبد الرحمن الذي أكد أن العناية بالتاريخ والإسهام في الحفاظ على الذاكرة الوطنية وإحياء مآثر الأمة والتعريف بروّادها ورموزها، مهمّة كبرى، ومسؤولية تقع على عاتق الجميع، لاسيما إذا كان ماضيها حافلا بالبطولات والأمجاد وبزخم هائل من الأحداث والتراكمات التاريخية على غرار الجزائر. من جهته مؤلف الكتاب الأستاذ فوزي مصمودي أشار في توطئته، إلى أن تفكيره في إنجاز هذا العمل جاء بسب عدم نيل موضوع المقاومة بمنطقة الزيبان حقه من البحث والاهتمام في مختلف الدراسات التاريخية، رغم الدور الكبير الذي قامت به المنطقة في تأخير تغلل المستدمر الفرنسي في الصحراء الجزائرية، وما رافق هذه من نهايات مأساوية ومفجعة دفع ثمنها الآلاف من السكان، الذين تمت إبادة أعداد كبيرة وتشريد ونفي الآلاف منهم بعد تجريدهم من ممتلكاتهم ورؤوس أموالهم ومصادرة ممتلكاتهم خاصة بساتين النخيل، مؤكدا على أنه يأمل أن يكون هذا الإصدار الذي حصر أهم الثورات والأحداث منطلقا لتسهيل عملية البحث التاريخي للباحثين والدارسين لإنجاز أعمال أكاديمية أخرى وأبحاث وأطروحات معمقة حول هذا الموضوع في المستقبل.
ل. عمران