الثقافي
كتاب "التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب" يرى النور
لمؤلفه اليمين زرواطي
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 08 مارس 2014
قام اليمين زرواطي مؤخرا بإصدار كتابه "التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب"، بعد دراسة غنية للظاهرة الإرهابية الجزائرية، أين اجاب الكاتب عن عدة اشكاليات منها ما هي ظروف نشأة الظاهرة الإرهابية في الجزائر؟ كيف تطورت وما هو واقعها اليوم؟ كيف واجهت السلطات الجزائرية هذه الظاهرة على امتداد سنوات ظهورها وحتى اليوم؟
وانطلاقا من هذه الأسئلة قدم الكاتب، دراسة تشرح للقارئ الظاهرة الإرهابية الجزائرية، وبحكم أن تلك الظاهرة لا تختلف في الواقع، عن أي ظاهرة إرهابية أخرى تتخذ من "الإسلام" غطاء لها، فان التمعن في تجربة واحدة منها، ساهم في الاعانة على إضاءة الظاهرة في كل مكان، حيث انه لا شك أن سبل المواجهة يمكن أن تختلف من مكان إلى آخر، كما لا شك أن تجربة المواجهة في الجزائر لم تكن من دون مثالب خطيرة، ويعرض اليمين زرواطي من خلال هذا الاصدار سبيلا واضحا للمعرفة، أجرى فيه تحليلا للإرهاب والسبل الإستراتيجية الكفيلة بمكافحته والقضاء عليه من خلال خلفية منهجية دقيقة وبناء نظري وتطبيقي متكامل، يسمح بالوقوف عند الظاهرة ثم قراءة ما جاء حولها من تنظيرات وفي الأخير تحليلها بالمقارنة مع الواقع الميداني لها، حيث اشتمل الإطار النظري على قراءة علمية موسعة للظاهرة الإرهابية بشكل عام، ثم وقفة كرونولوجية شاملة للنشاط الإرهابي في الجزائر، وفي الأخير تحليل منطقي للتجربة من خلال عرض أوجه التوفيق والإخفاق وأفق تطويرها مستقبلا في الإطارين الداخلي والخارجي. ويؤكد المؤلف في هذا الكتاب على أنه لا يمكن دراسة الإرهاب كظاهرة مستقلة بل كوحدة مرتبطة بمجموعة من العوامل الاجتماعية، الثقافية الإثنية، السياسية والاقتصادية، ومن خلال جوانب تقنية، فنية، تكيتيكية واستراتيجية، حتى نتمكن من الوقوف الموضوعي الدقيق عند جوانبها الأساسية وحتى نتمكن من تحديد الأدوات الجوهرية الكفيلة بتحليلها تحليلا علميا دقيقا، ثم حتى نتمكن من بناء استراتيجية كفيلة بمحاربتها أو مكافحتها، القضاء النهائي عليها ومحو آثارها، ثم وقاية المجتمع البشري عموما والمجتمع الجزائري خصوصا من عودتها إلى الظهور.
ليلى. ع