الثقافي

"ميموزا الجزائر" في افتتاح مهرجان عنابة للمسرح النسائي

وقفة لتكريم روح الفنانة الراحلة ياسمينة دوار

 

افتتحت أول أمس بعنابة فعاليات الطبعة الثالثة من المهرجان الثقافي الوطني، للإنتاج المسرحي النسائي بتكريم روح الفنانة الفقيدة ياسمينة دوار عرفانا وتقديرا لعطائها الفني السخي والمميز. وأعطيت إشارة الافتتاح الرسمي لهذه التظاهرة الفنية بالمسرح الجهوي عزالدين مجوبي في أجواء احتفالية امتزجت فيها عروض الخيالة لولاية سطيف وأنغام فرقة العيساوة لولاية عنابة وسط حضور غفير للمواطنين، إلى جانب سلطات الولاية وممثلة عن وزيرة الثقافة زهية بن شيخ وعدة وجوه فنية معروفة، من بينها محمد حلمي وفتيحة بربار ومصطفى عياد وأمينة مجوبي. واعتبرت وزيرة الثقافة خليدة تومي في رسالتها التي قرأتها بالمناسبة زهية بن شيخ "هذا المهرجان فرصة للتلاقي وتبادل التجارب والإبداعات الفنية في الفن الرابع ما بين المسرح الوطني الجزائري والمسارح الجهوية والجمعيات والتعاونيات المسرحية التي تنشط وتبدع في مجال الفن الدرامي". كما اعتبرت هذا الموعد فرصة للإطلاع والتوثيق من خلال الشهادات الحية، التي ستنقل طيلة أيام هذا المهرجان حول الإبداعات المسرحية للمرأة الجزائرية. وإلى جانب عرض شريط فيديو للمخرج علي عيساوي حول المسيرة الفنية لفقيدة المسرح والتلفزيون ياسمينة دوار، التي رحلت سنة عن هذا العالم سنة 1977 عن عمر ناهز 36 سنة تم خلال احتفالية افتتاح هذا المهرجان تكريم الفنانتين أمينة مجوبي من المسرح الوطني الجزائري وداودية خلادي من المسرح الجهوي لوهران. كما شهدت فعاليات اليوم الأول من هذا المهرجان عرض مسرحية "ميموزا الجزائر" من إنتاج المسرح الجهوى لعنابة، وذلك في إطار المنافسة المفتوحة ما بين 11 عملا مسرحيا للفوز بجائزة أحسن عمل مسرحي نسائي. 

ويقدم العرض المسرحي "ميموزا الجزائر" أحداث قصة حقيقية، من نص الكاتب ريشار دي مارسي، تروي مأساة البطل الأوربي الجزائري فرناند إفتون، الذي واجه عقوبة الإعدام لأنه تبنى القضية الجزائرية ودافع عنها، ورافع ضد الظلم والعنصرية التي انتهجها الاستعمار الفرنسي. ينتقل العرض إلى وصف معاناة عائلة البطل بعد إعدامه، حيث بقيت أخته لتعيش في حي بلكور بالعاصمة، بينما تنتقل زوجته وابنته إلى باريس، لتعود ابنته كريستيان بعد أربعين سنة من الغياب، لتعرف حقيقة، كيف ولماذا مات والدها مقتولا خلال الثورة الجزائرية، وفي المنزل الصغير لكلوسا لومببي أين كبرت وترعرعت، تلتقي جدتها كلارا، وتروي المسرحية هذا التبادل في فضاء مغلق من خلال قصة حقيقية لفرناند افتون وعامل شاب من أبناء الأقدام السوداء، كان يناضل من أجل استقلال الجزائر، وحكمت عليه السلطة الاستعمارية بالإعدام أثناء معركة الجزائر وذلك في 11 فيفري 1957. مجموعة من التساؤلات تطرحها البنت كريستيان، التي جاءت خصيصا ضمن باخرة من فرنسا إلى الجزائر حتى تعرف حقيقة والدها وكيف مات في وقت ترفض جدتها كلارا قول الحقيقة لها لان ذلك يثير مواجعها بمجرد تذكرها لمقتل ابنها الذي اعدم على ايدي الاستعمار الفرنسي الغاشم. وبين شد وجذب تطلعها على أرشيف الصحافة الفرنسية في ذلك الوقت والتي وصفت المناضل فرناند إيفتون بالإرهابي لأنه دافع عن القضية الجزائرية وناضل من أجلها في سبيل استقلال الجزائر عن فرنسا. ووسط موجة ألم وذكرى رحيل الوالد والابن في نفس الوقت تدور لمحات عن ذلك الزمن الجميل على وقع قصائد فضيلة الدزيرية التي تعشقها الجدة كلارا وتتخذ منها مؤنسا في ظل وحدتها، بحكم بقائها وحيدة في بيت كبير لا أنيس لها غير الذكريات الجميلة من الماضي البعيد. في الأخير تتوصل البنت كريستيان إلى حقيقة واحدة مفادها أن كل ما قيل عن والدها من قبل الفرنسيين بأنه كان إرهابيا هو العكس لأن والدها دافع عن قضية شعب ومبدأ ألا وهو الحرية ونيل الاستقلال. 

فيصل. ش

من نفس القسم الثقافي