الثقافي

"ميموزا الجزائر" نبش في التاريخ وحنين إلى الوطن الأم

بالمسرح الوطني محي الدين بشطارزي

 

بعد اغتراب كبير تعود كريستيان إلى بلدها الأم الجزائر لتحكي قصتها مع الغربة وابتعادها عن جدتها كلارا ذات الأصول الفرنسية الاسبانية لتروي لها قصة نضال والدها وتكشف حقيقة ما كان عليه في قصة محبوكة على ركح محي الدين بشطارزي. 

 

يقدم العرض، أحداث قصة حقيقية، من نص الكاتب ريشار دي مارسي، تروي مأساة البطل الأوربي الجزائري فرناند إفتون، الذي واجه عقوبة الإعدام لأنه تبنى القضية الجزائرية ودافع عنها، ورافع ضد الظلم والعنصرية التي انتهجها الاستعمار الفرنسي.

ينتقل العرض إلى وصف معاناة عائلة البطل بعد إعدامه، حيث بقيت أخته لتعيش في حي بلكور بالعاصمة، بينما تنتقل زوجته وابنته إلى باريس، لتعود ابنته كريستيان بعد أربعين سنة من الغياب، لتعرف حقيقة، كيف ولماذا مات والدها مقتولا خلال الثورة الجزائرية، وفي المنزل الصغير لكلوسا لومببي أين كبرت وترعرعت، تلتقي جدتها كلارا، وتروي المسرحية هذا التبادل في فضاء مغلق من خلال قصة حقيقية لفرناند افتون وعامل شاب من أبناء الأقدام السوداء، كان يناضل من أجل استقلال الجزائر، وحكمت عليه السلطة الاستعمارية بالإعدام أثناء معركة الجزائر وذلك في 11 فيفري 1957. مجموعة من التساؤلات تطرحها البنت كريستيان التي جاءت خصيصا ضمن باخرة من فرنسا الى الجزائر حتى تعرف حقيقة والدها وكيف مات في وقت ترفض جدتها كلارا قول الحقيقة لها لان ذلك يثير مواجعها بمجرد تذكرها لمقتل ابنها الذي اعدم على ايدي الاستعمار الفرنسي الغاشم. وبين شد وجذب تطلعها على أرشيف الصحافة الفرنسية في ذلك الوقت والتي وصفت المناضل فرناند إيفتون بالإرهابي لأنه دافع عن القضية الجزائرية وناضل من أجلها في سبيل استقلال الجزائر عن فرنسا. ووسط موجة ألم وذكرى رحيل الوالد والابن في نفس الوقت تدور لمحات عن ذلك الزمن الجميل على وقع قصائد فضيلة الدزيرية التي تعشقها الجدة كلارا وتتخذ منها مؤنسا في ظل وحدتها، بحكم بقائها وحيدة في بيت كبير لا أنيس لها غير الذكريات الجميلة من الماضي البعيد. في الأخير تتوصل البنت كريستيان الى حقيقة واحدة مفادها ان كل ما قيل عن والدها من قبل الفرنسيين بأنه كان إرهابيا هو العكس لأن والدها دافع عن قضية شعب ومبدأ ألا وهو الحرية ونيل الاستقلال. للإشارة هذه المسرحية للمخرج جمال مرير من إنتاج المسرح الجهوي لعنابة وتدخل في إطار الاحتفال بخمسينية الاستقلال.  

فيصل. ش 

من نفس القسم الثقافي