الثقافي

هارون الكيلاني وعبد القادر جريو يكسّران حاجز "الطابو"

عرض مسرحية "صواعد" بالمسرح الوطني الجزائري

 

في ديكور ليلي وسط أضواء خفيفة، امرأة الظاهر أنها باعة هوى يتجاذب عليها ثلاثة شباب كل واحد يريد منها شيئا لنفسه، هي أهم ملامح مسرحية  "صواعد" للمخرج عبد القادر جريو والمؤلف هارون الكيلاني التي عرضت مساء أول أمس بالمسرح الوطني الجزائري.

 

هي امرأة محصورة بين ثلاثة رجال تجوبها الكثير من التناقضات بين من تريد في حياتها، فمن جهة تحب الانجاب وتختار احدهم، لذلك وفي الجهة المقابلة تذهب لاغراء اخر يملكها بماله، والأخير رجل مغتصب يريدها أن تكون له بالقوة. تروي مسرحية "صواعد" توهان لهوية امرأة متمردة لا تستطيع الفصل بين ما تريد وما يجري به قدرها بين الرجال في سينوغارفيا اختارها المخرج عبد القادر جريو ان تكون اشبه بملهى ليلي تتوسطه امرأة جميلة ومثيرة تسعى بكل الطرق لإغواء الشباب الثلاثة واحدهم اصم يحاول كبت مشاعره تجاهها رغم ما تبديه هذه الاخيرة تجاهه من مشاعر حبها للانجاب منه لكن في الوقت نفسه يدخل شاب اخر على الخط وهو ثري ليغدق عليها بالمال ويحاول إغراءها بكل السبل من أجل ان تكون له لكنها ترفض ذلك، وبين هذا وذاك يبرز رجل متسلط يسعى بجبروته أن يجعل من المرأة أداة يتحكم فيها. وقال المؤلف هارون الكيلاني انها بطلة المسرحية انثى فوق العادة فليست هناك لعلة متحركة تجثو على انسجة دماغها وعيون ذاكرتها المرهقة والمرهفة، هي مسكونة بطابوهات مفككة، ملغمة وسامة .. تتداول عليها لتنزع منها رغبة الرضا أو الاشباع أو على الأقل الاقناع وأقل من ذلك العطف. حاول المخرج الشاب عبد القادر جريو أن يسلط الضوء على المرأة والنظرة تجاهها عبر هذه القصة أين يكون إكرام المرأة فضيلة وظلمها لؤما وشؤما، اختلالات كبيرة يعرفها مجتمعنا ونظرة بائسة تجاه المرأة التي لا تعدو سوى أن تكون مجرد آلة أو وسيلة لإشباع الرغبة لا غير عند بعض البشر لتبقى تلك النظرة السوداوية المرتسمة على محيا كل رجل ينظر إليها باحتقار خاصة المرأة المنحرفة(اصطلاحا) خاصة اذا حملت فتلكم هي الكارثة اذن، حيث تنقلب حياتها رأسا على عقب ويرتد كل من حولها وهو ما حصل مع بطلة المسرحية التي بمجرد ان حملت تنكر لها الشبان الثلاثة بمن فيها الأخرص كان يدعي حبها لكن الظاهر أنه مجرد رغبة في معاشرتها لا غير. مسرحية "صواعد" استطاعت ان تكسر طابوهات عديدة من خلال تطرقها لهذا الموضوع خاصة للإيحاءات الكثيرة التي حملها أداء الممثلين والدقة والجرأة العالية التي أظهرتها الممثلة الرئيسية أين أدت دورها بجرأة كبيرة.

فيصل. ش

 

من نفس القسم الثقافي