الثقافي
أول فنانة من أصل جزائري تقود أوركسترا "ديفرتينتو" الفرنسية
صنعت الحدث في الصحافة الفرنسية
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 22 فيفري 2014
استطاعت الشابة الجزائرية زاهية زيواني، بعد مسار خاص ومتميز في الموسيقى الكلاسيكية، ان تصنع الحدث في الصحافة الفرنسية، وإثارة اهتمامها لما بلغته من نبوغ موسيقي، ما مكنها من ان تنال إعجاب وتقدير ممارسي وعشاق الموسيقى الكلاسيكية في فرنسا.
وأصبحت الفنانة الجزائرية الأصل حديث الصحافة بعد تمكنها من ادارة أوركسترا "ديفرتينتو"، التي تسعى من خلالها الى نقل شغفها في الموسيقى الكلاسيكية الى الجميع، وحتى في الاوساط الشعبية، وتعرف زاهية زيواني بأنها مولودة من عائلة جزائرية مهاجرة بفرنسا، رحل والداها من الجزائر إلى فرنسا في الستينيات وأقاما في "بانتان" قرب باريس في وسط متواضع وكانا من عشاق الموسيقى، وبفضلهما تلقت ابنتاهما وابنهما دروسا في المعهد الموسيقي، باعتبار ان شقيقة زاهية التوأم عازفة فيولونسيل وتشارك في حفلات موسيقية، وتمكن نجم زاهية من اللمعان في مهرجان "فول جورنيه" المقام بنانت في فرنسا، والذي كان مكرسا هذه السنة للموسيقى الأمريكية في القرن العشرين، والذي تضمن استعراضات غنائية وموسيقى عصرية وموسيقى الأفلام، قادتها زاهية، بعد ترؤسها لاوركسترا "ديفرتينتو" السنفونية الواقع مقرها في "سين-سان-دوني"، فعندما تنحني هذه المرأة السمراء الشابة مرتدية الأسود على منضدتها مطالبة عازفيها بلزوم الصمت يحبس الحضور أنفاسه، وعندما تعطي إشارة الانطلاق لموسيقى "حرب النجوم" لجون وليامز مع عازفي فرقتها السبعين تخطف نفس الجمهور المؤلف من أجيال مختلفة، ولا تكتفي المرأة الشابة بإقامة الحفلات في القاعات الرئيسية، بل تنتقل إلى مدن شعبية في ضاحية باريس والأرياف مع البرنامج نفسه. وفي مقابلة اجرتها زاهية زيواني مع وكالة الأنباء الفرنسية، اوضحت ان التمرد لازمها منذ طفولتها، قائلة انها عندما كانت طفلة كانت تعتبر أنه من غير الطبيعي أن تتجه إلى باريس للاستماع إلى موسيقى كلاسيكية، موضحة ان الوصول إلى الموسيقى الكلاسيكية ليس بديهيا لكل الأطفال وينبغي ربما أن يحصل ذلك في المدرسة، لكنها تعتبر نفسها كفنانة لديها مسؤولية من بينها الكشف عن هذه الموسيقى، ومع مدرسة "ستان" الموسيقية التي تديرها أيضا، ارادت زاهية رصد المواهب المستقبلية لفرق الأوركسترا المقبلة ارادة منها في تنمية حب الموسيقى في صفوف هؤلاء الشباب الذين يحكم عليهم مسبقا بأنهم لا يحبون سوى "الراب" ورغم مسيرتها غير الاعتيادية في عالم الموسيقيين الكبار المغلق جدا، تريد زاهية زيواني أن يتم الحكم عليها استنادا إلى نوعية إدارتها للفرقة، فعندما كانت في السابعة عشرة لفتت زاهية انتباه الروماني "سيرجيو سيليبيداش" الذي كان يعتبر من كبار قادة الأوركسترا في القرن العشرين، وبعدما رآها تدير أوركسترا اختارها لمتابعة دروس مع نحو عشرة أشخاص آخرين انتقاهم، محذرا اياها بأنها لن تستطيع الصمود لأكثر من 15 يوما إلا أن زاهية صمدت، كما رفضت زاهية في سياق الحوار المجرى مع وكالة الأنباء الفرنسية أن تسأل عن ثقافتها المزدوجة باعتبار انها ولدت في فرنسا وترعرعت فيها وعايشت المجتمع الفرنسي كل يوم، كما ان الاوركسترا السنفونية لا علاقة لها بالثقافة الجزائرية، وفضلا عن مزاياها الفنية تمكنت الفنانة من قيادة أوركسترا الجزائر السمفونية الوطنية لمدة سنوات كقائدة أوركسترا ضيفة.
أحلام.ع