الثقافي

افتتاح مهرجان المسرح المغاربي في الوادي

عرض شرفي لمسرحية "افتراض ما حدث"

 

عرضت مسرحية "افتراض ما حدث" لمخرجها لطفي بن سبع، مساء أول أمس، في افتتاح فعاليات الطبعة الثانية لمهرجان المسرح المغاربي، المقامة في ولاية الوادي، والتي تميزت بحضور مسرحيين من مختلف الدول العربية. وهي مسرحية من تأليف العراقي علي عبد النبي الزيدي، إخراج لطفي بن سبع، تمثيل كل من هشام قرقاح، سيف الدين بركاني، وليد لمودع، مرزوق لوصيف، زايدي عنتر، رمزي عاشور، نوادري أنور السادات وقاسمي الخطاب، تركز مسرحية "افتراض ما حدث" في مضمونها على التعبير الجسدي للممثلين وتصور مجانين يلعبون لعبة تمازج بين الواقع والخيال، وعلى اللوحات الكوريغرافية التي ضبطها عيسى شواطي في الوقت الذي تخللتها وصلات موسيقية من امضاء عصام بلعيدي، وتدور احداث المسرحية في مستشفى للمجانين، يقرر هؤلاء القيام بلعبة تتمثل في البحث عن جثة لدفنها في نصب الجندي المجهول القائد يأمر والمستشار ينفذ، في وقت لا توجد فيه جثة الجندي المجهول، وهي لعبة مجانين يتهيأ لهم انهم يملكون العالم، مما يدفع المتابع الى التساؤل، عن كيف يمكن لمجنون ان يحكم العالم؟ وهل يختلف المجنون عن الحاكم؟ وهل الحرب المجانية شيء آخر سوى لعبة حاكم مجنون بالسلطة والتسلط وفرض الاوامر وتلاوة البيانات على مرأى ومسمع من المحكومين؟ وكيف يمكن لحرب تبدأ بلعبة أن تورّط من قررها وتنسج خيوطها لتأسر الكل في أتونها؟، وهذا ما يدخل متفرج المسرحية الى متاهات البحث عن المنطق فإما ان يكون عاقلا فيتعظ من خطاب يقوله مجانين او يكون مجنونا فيقبل هذا المنطق وينخرط في اللعبة. وقامت المسرحية على خشبة خالية تماما من الديكور، وثمانية ممثلين لم يغادروا المسرح على امتداد ساعة وربع مبرهنين على قدرة عالية في أداء شخصيات مركبة، كما اختار المخرج لطفي بن سبع أن يترك المسرح فارغا معتمدا على كل الممثلين سواء كانوا في الحوار أو خارجه، لقد مثلت أجسادهم قطعا أساسية لديكور هذا العمل وتركيبته فكانت تتشكل وفق السياق الدرامي للمشاهد، تتحول أبوابا وكراسي وتابوتا وسلما يعتليه الماريشال أو جملا يركبه أو عرشا يستلقي عليه وسريرا أو جدارا عاليا.

أحلام.ع

 

من نفس القسم الثقافي