الثقافي
منظمة "اليونسكو" تندد بخسائر التراث الثقافي بشمال مالي
بعد مراقبة قامت بها مجموعة من الخبراء الدوليين
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 15 فيفري 2014
أعربت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" ومجموعة من الخبراء الماليين الدوليين عن قلقهم وأسفهم الشديدين مما يتعرض له التراث الثقافي في مالي، مدينين بذلك الخسائر التي يتعرض لها التراث الثقافي المادي واللامادي في مدينة غاو، بعد احتلال بعض الاجزاء من شمال مالي من طرف الجماعات المتطرفة والمسلحة.
وجاء تسجيل هذه الملاحظات بعد مهمتهم القاضية بتقييم وضعية التراث الثقافي بهذه المنطقة من مالي، التي اشرف عليها مجموعة من الخبراء الدوليين في 11 فيفري الماضي، حيث لاحظت البعثة أن المنشآت الثقافية تعرضت لخسائر كبيرة بمدينة غاو وأن 90 بالمئة من المواقع الاثرية بمدينة غاو سانيي التي يعود تاريخ انشائها إلى القرن 11 بعد الميلاد قد تعرضت للنهب من طرف المتطرفين المسلحين، وهو الشأن بالنسبة للمواقع الجديدة لمتحف الساحل الذي نقلت اليه قطع فنية في مارس 2012 علما أن هذه المواقع اصبحت بمثابة مكان اقامة لهؤلاء المتطرفين لمدة قاربت سنة كما تعرضت للتخريب حسب منظمة اليونسكو التي ترى انه يتعين اعادة تهيئة البناية، ومن جهة أخرى أوضحت المنظمة أن القطع الفنية التي كانت توجد بالمواقع القديمة للمتحف لاسيما الآلات المستعملة في موسيقى التوارق امزاد التي أدرجت مؤخرا في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي اللامادي للإنسانية قد تم إخفاؤها من طرف المشرف على المتحف وعماله، وخلال مشاورات عديدة، جمعت ممثلي السكان المحليين، اطلع أعضاء البعثة على الصعوبات التي واجهها السكان لاسيما المجموعات الثقافية والموسيقيين والراقصين الذين أحرقت آلاتهم وملابسهم حسب اليونسكو، وفي هذا الصدد أكد مدير مكتب اليونسكو في باماكو لازاري ايلوندو الذي شارك في هذه البعثة على وجوب اتخاذ الاجراءات الضرورية لحماية ضريح "أسكيا" المدرج في قائمة التراث العالمي قبل موسم الشتاء المقبل في شهر جوان القادم. كما أردف قائلا فيما يتعلق بتراث غاو "يجب علينا أيضا الأخذ في الحسبان الصدمة الثقافية التي تعرض لها السكان المحليين بعد أعمال العنف التي ارتكبتها الجماعات المسلحة في محاولة لتدمير هويتهم وممارساتهم الثقافية لاسيما الموسيقى التقليدية"، وخلال هذه الزيارة إلى هذه المنطقة من مالي لاحظ الخبراء أن السكان قاموا بأشغال جيدة لترميم وحماية هذا الضريح بأموالهم الخاصة بهدف تفادي تعرض هذا المعلم الذي يعود إلى القرن 15 إلى خسائر أخرى، كما شارك شباب من هذه المدينة في الدفاع عن هذا المعلم من خلال منع المتطرفين المسلحين من ارتكاب خسائر أخرى مماثلة لتلك التي تعرضت لها المواقع الأثرية العالمية في تومبوكتو.
أحلام.ع/ واج