الثقافي
روائيون وأكاديميون: الجوائز لا تصنع الروايات
تسليط الضوء على جائزة البوكر
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 12 فيفري 2014
على هامش فعاليات الجائزة العالمية للرواية العربية عقدت في منتدى شومان الثقافي بالعاصمة الأردنية عمّان الاثنين ندوة حول جائزة البوكر العربية أجاب أثناءها روائيون وناقدون وأكاديميون عن أسئلة طرحها رئيس مجلس أمناء الجائزة الدكتور ياسر سليمان الذي أدار الندوة المفتوحة. المشاركون في الندوة، هم: إبراهيم نصر الله وإلياس فركوح وجمال ناجي وفخري صالح، إضافة إلى رئيس لجنة تحكيم الجائزة السعودي سعد البازغي الذين تبادلوا الرأي بشأن دور "البوكر" وغيرها من الجوائز في نشر الرواية والتعريف بها وتحريك المشهد الثقافي، وهل تواكب الحركة النقدية التطور ومخاطر الإنتاج الغزير الذي تشهده الحالة الثقافية. وفي هذا الشأن، قال إبراهيم نصر الله إن الرواية الأردنية ذات بعد إنساني وعربي واسع تستحضر الهم الأردني والفلسطيني، كما تأملت الواقع الذي حدث بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، منوها بأن الرواية جزء من تنوع هموم الناس وصدقها.
وقال إن جائزة "البوكر" قدمت الكثير للرواية الأردنية بشكل عام، وما يقلقني ليس مسألة فوزها أو عدم فوزها، بل تستمر أو لا تستمر.. الجائزة امتحان لكل عمل أدبي وتعطي دفعة قوية، لكنني أعتقد أن المعايير التي تتحكم بها كل دورة هي أن من يفوز حسب ذائقة اللجنة.
بدوره، يرى جمال ناجي أن الجوائز لا تصنع الروايات والكتاب، فالإنجاز الروائي كان سابقا لها، لكن جائزة
"البوكر" أسهمت في تفرغ الكتاب لتطوير تجاربهم، ومكنت كتابا عربا لأن يعرفوا في الأردن، كما أن بلوغ الأردن القائمة الطويلة يعد حالة اعتبارية في الوسط الثقافي والمجتمعي.
وقال إن العيون الأردنية حينما تنظر للبوكر وجوائزها تستجيب لحالة جديدة في المشهد الثقافي وإظهار أسماء جديدة لم يكن بوسعها الانتشار كما تنتشر الآن.
وكمراقب للمشهد الثقافي ومشارك في لجنة تحكيم سابقة قال فخري صالح إن الجائزة خلقت حيوية في المشهد الثقافي العربي، وساعدت على تحفيز المشهد وصنعت من الروائي شخصية يهتم بها الناس وشجعت على إنتاج روايات حتى من خارج الوسط الثقافي، معتبرا أن هذه الفترة هي الذهبية للرواية.
وبشأن تزايد الجوائز الأدبية، رأى رئيس لجنة التحكيم سعد البازغي أن هذا مؤشر على معدل إنتاج الرواية في عالمنا العربي وتزايد مساحة القراءة، لافتا النظر إلى أن الرواية تعمق الحياة المدنية، في حين رأى إبراهيم نصر الله أن هناك جوائز كثيرة، لكن من يفوز لا يبيع خمس نسخ، وهذا مأزق كبير من وجهة نظره. وتحدث عن أهمية الأمور المالية للكاتب الذي يعيش -حسب نصر الله- في منطقة رمادية من حيث مستوى المعيشة.
وطالب نصر الله بأن تكون معايير الجائزة واضحة وبعيدة عن المصالح، لكن فخري صالح رأى بالمقابل أن ضعف التوزيع له علاقة بالعملية التعليمية في الوطن العربي ولن يتقدم -أي التوزيع- إلا بإعادة النظر في التعليم من المستوى الرابع وحتى الجامعة.
وقال صالح إن كثرة الجوائز وتزاحمها يخلقان نوعا من الفرز في الجوائز المهمة التي تحظى باهتمام الناس وتشجيعهم على القراءة، فالمسألة لا علاقة لها بالمال، فالكاتب لا يفكر بالمال لأن الكتابة تحتاج لجلوس مع الذات، وبالتالي يفضل الكاتب الفقر على النجاح المالي دون الثقافي.
وردا على سؤال بشأن التطور في الرواية مقارنة بغزارة الإنتاج تحدث إلياس فركوح عما أسماه بانفجار روائي وتوجه بعض كتاب القصة لكتابة الرواية ومع ذلك لا يعتقد بوجود تطور أو تحرك، فهناك ما زال من يكتب بطريقة نجيب محفوظ وإذا كانت هناك فضيلة لجائزة البوكر فهي فضح الحالة النقدية، معتبرا أن الكم خادع والجيل خادع أيضا كما قال.
وفيما إذا كان النقد العربي يواكب التطورات، قال جمال ناجي إن النقد منشغل بتطوير أدواته أكثر من الحالة النقدية، ولا يحظى المنجز الأدبي العربي إلا القليل من اهتمام الناقدين، منوها بأن دور الناقد هو إضاءة العمل للقارئ وتقديم الجوهر السياسي والاجتماعي للرواية.
وتخلل الفعالية الثقافية أمسية موسيقية لفرقة "يعرب سميرات والمجموعة" ضمت مجموعة من الألحان الموسيقية العربية بمزيج وتوزيعات جديدة ذات تأثير عالمي احتفاء بالإعلان عن القائمة القصيرة. ف.ش/ وكالات