الثقافي

جمعية "نسيم الأندلس" تطرب جمهور قاعة ابن زيدون

تومي ترافق زهرة ظريف في إشارة لمساندتها ودعمها الكامل لها

 

"قم نغنموا العشية ... تراحلوا عني وساروا، بت أشك الغرام من أرقي...يا صاح قم اسكر وطب" هي كلمات من انصرافات نوبة الحسين، رددها جمهور قاعة ابن زيدون مساء أول أمس، تجاوبا مع فرقة "نسيم الأندلس" من وهران التي جادت وأمتعت بقصائدها كل من حضر الحفل. 

 

ومن نوبة الحسين إلى رمل الماية وصولا إلى الانصرافات استمتع الجمهور بما قدمته جمعية نسيم الأندلس من ريبرتوارها الفني الذي يمتد لسنة 1968 تمكنت فيه من المحافظة على إرث الشيخ العربي بن صاري الذي يعتبر الأب الروحي للجمعية، أين كانت مناسبة هذا الحفل مع إصدار مجموعة أسطوانات تحوي العديد من النوبات الأندلسية، والتي أشرف على جمعها الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة. وشهد الحفل الأندلسي الذي دام لحوالي ساعة كاملة، برنامجا ثريا ضم العديد من النوبات الاندلسية على غرار "انصرافات من نوبات الحسين، خلاص، انقلاب موال وعراق، مخلص عراق، انقلاب ساحلي، وكذا نوبتين في الحوزي، تمثلتا في "نار هواكم لهاب" من كلمات الشيخ بن سهلا و"ما أوفى شي طلبي" من كلام الشيخ ابن امسايب، واختتم الحفل بمديح من كلام سيدي سعيد المنداسي رحمه الله "طب للقلب ادواه". جمعية نسيم الأندلس لوهران تأسست بفضل جهود طلبتها المولعين والمتلهفين لاكتشاف تراثهم الموسيقي التقليدي، وباحتكاكهم بالمعهد البلدي لمدينة وهران وكذا الحفلات الفنية التي طالما أقيمت من قبل شيوخ كبار لمدرسة تلمسان على غرار الشيخ محمود صاري ابن العربي بن صاري، الشيخ عبد الرحمان سكال وبشير زروقي، استطاع طلبة جمعية الاندلس البروز مبكرا وتهذيب معارفهم فيما يخص هذا الفن الراقي والتراث العريق، حيث لا تزال الجمعية تواصل عملها ومشاركتها المنتظمة في المهرجانات الثقافية والفنية التي حازت من خلالها على العديد من التتويجات فضلا عن الموائد المستديرة والتكريمات والندوات. وعرف الحفل حضور العديد من الوجوه البارزة، على رأسها وزيرة الثقافة خليدة تومي، وبمرافقة المجاهدة زهرة ظريف بطاط، حيث جددت تومي بالمناسبة مدافعتها عن المجاهدة في كلمتها التي اختتمت بها فعاليات الحفل، مشيدة من خلالها بالدور الذي لعبه المجاهدون إبان الثورة التحريرية المجيدة، في رسائل ضمنية موجهة للمجاهد ياسف سعدي حيث كانت قد صرحت صبيحة أول أمس وقوفها بجانب المجاهدة زهرة ظريف بيطاط. وأبدت وزيرة الثقافة خليدة تومي اعجابها بفرقة نسيم الأندلس وما تقدمه من فن راق تسعى من خلاله للحفاظ على هذا التراث الموسيقي التي اعتبرته الوزيرة هوية جزائرية خالصة ويمتد في جذور التاريخ الجزائري الذي حاول الاستعمار الفرنسي طمسه بكل الطرق ولكن الجمعيات الموسيقية في صورة  "نسيم الاندلس" كان لها الفضل في الحفاظ على الهوية الثقافية للجزائر. وجددت الوزيرة دعمها الكبير للجمعيات الموسيقية الاندلسية من خلال ريبرتوارها وإصداره على شكل اسطوانات وذلك بالتعاون مع الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة. 

أحلام.ع

من نفس القسم الثقافي