الثقافي

الفن في الحقبة الاستعمارية تميز بالتضامن والتكافل الاجتماعي

الفنان التشكيلي عبد الحميد لعروسي:

 

عاد مساء أول أمس، الفنان التشكيلي عبد الحميد لعروسي، بدار الثقافة الدكتور أحمد عروة بالقليعة، على هامش تنظيمهم معرضا للفنون التشكيلية، في محاضرة حول الفن التشكيلي بالجزائر، نشطها رفقة الفنانة باية حداد ونور الدين شقران، إلى واقع الفن الجزائري خلال الحقبة الاستعمارية موضحا أنه أثناء هذه الفترة التي تميزت بالتضامن والتكافل الاجتماعي ومحاولة لردع كل مساعي طمس الشخصية الوطنية والهوية الإسلامية، وكان يظن معظم الناس أنها فترة بناء الفن الجزائري ولكنها فكرة خاطئة. وأكدّ، الفنان عبد الحميد لعروسي بأن شغف الجزائريين بالفن التشكيلي الجزائري كان أكبر خلال فترة ما قبل الاستعمار التي تميزت ببروز الفنان محمد راسم ووالده وشقيقه والذين عكفوا على رسم لوحات تقتصر على الآيات القرآنية والمنمنمات كذلك بها آيات قرآنية وأشياء تاريخية والتي اعتمد عليها كثيرا في الفترة الاستعمارية في تثبيت القيم الدينية وترسيخ المعالم التاريخية. وكشف عبد الحميد لعروسي أنه في الفترة الاستعمارية، كان ينظر إلى الجزائري على أنه دون المستوى بل لم يكن يعامل كإنسان له حقوق، ثم جلبت فرنسا فنانيها إلى الجزائر لتزرع بعض الأفكار التي كانت تريدها عبر الفن ومن خلال لوحات فنية على نظرتها ولكن ينقلب السحر على الساحر، حيث سلبت الجزائر الفنانين الأجانب وأغرموا بجمالها وكل ما فيها منهم فال شافال ونصر الدين ديني الذي أقام بمدينة بوسعادة وقدم الكثير للفن الجزائري وهناك 160 فنانا أغرموا بالجزائر جاؤوا بثقافاتهم فذابوا في الثقافة الجزائرية. أما الفنان الجزائري المعاصر فله كل الحرية في التعبير عن أفكاره وآرائه وأصبح يرسم في كل جوانب الحياة وبكل أنواع الفن التشكيلي، فالفن الجزائري له حيثياته وأبعاده وآفاقة وإشعاعه والفنان الجزائري له قوته الفنية وحسه الفني والجزائر تزخر بالفن بكل أنواعه. وفي ختام حديثه نوه الفنان عبد الحميد لعروسي بتقديم معرض كبير في فن النحت الجزائري في موعد قريب آخر بدار الثقافة، ولم يثنه مرضه وتواجده مؤخرا في المستشفى لمدة شهرين تقريبا حيث بقي في الإنعاش لمدة طويلة، عن تقديم المزيد للفن الجزائري الذي أحبه حتى النخاع.

ف.ش


من نفس القسم الثقافي